• الانتحار الّلذيذ - حبر أون لاين

الانتحار الّلذيذ – المشهد الثّاني

أنا الآن جليسة قطّة صغيرة حزينة مثلي تماماً. ماذا فعلنا لتشاء الأقدار أن تجعلنا نتقابل؟

هيّا تعالي وضعي رأسك الصّغير على قدميّ، اسمحي لي أن أتودّد إليكِ وأتحسّس فروك النّاعم، اقتربي ولا تخافي.

صورة مشوّهةٌ تقتحم مُخيّلتي الآن.. ألا تريدين رؤيتها معي؟ هيّا تعالي لكي تشاهدي بقيّة القصّة..

أقفُ أمام منبرٍ وأرى يديكَ تمتدّ منْ أعلى لتمسكَ بي فأصعد رويداً رويداً..

أرى العالم تحت أقدامنا ونحنُ أسياده

أنا وأنت كعملةٍ واحدة مُختلف نقشُها

والآن أنا أهوي وأسقط للأسفل.

تبّاً لكِ أيّتها المرأة الملعونة ولمن عشقتي

ليت الزّمن يعود بي يوماً لكنتُ عشقتك مجدّداً

الآن أقفُ داخل غرفتي

لماذا عدتُ؟ وكيف هوى قلبي إليكَ مجدّداً؟

نفحاتٌ من الهواء البارد تصبُّ غضبهَا علينا لتأتي وتُزيل آثار جريمتكَ، تقفَ أمامي عارياً كروحك الّتي تعفّنت.

أشمُّ رائحة العفن الآن تفوحُ من فراشي وجدران غرفتي الرّماديّة، تلوّى جسدي وجعاً وطال بي العمر زمناً.

فصرتُ عجوزاً تتلهّف قدماها إلى عكّازٍ لترمي فوقه آلمها.

ماذا أنا بفاعلة؟ الآن صار الظّلام كثيفاً وبدأت الرّؤية تختفي… ضوءٌ خافت يظهر من الأسفل.. إنّه هاتف.

هاتف من!

منذُ متى وأنا هنا! كم مرّ عليَّ منَ الوقت؟

نظرتُ إلى يدي… سكّينٌ! من أين أتى!

يدور شريط حياتي داخل حلقةٍ مُغلقةٍ

لا تتجاوز دقيقة واحدة

طيّاتٌ من العمر مرّت بطعنة مملوءةٍ بالوجع

قطراتٌ يَصدر ضجيجها ألماً

نظرتُ لأسفل كان سيلٌ من الدماء يلامس قدمي

من أين أتى هل أنا من تنزف أم ماذا؟

أسمع فحيح صمتٍ يهمسُ في المكان

رؤية طفيفةٌ لغرفتي الّتي تحوّلت إلى الّلون الأحمر الزّاهي… جسدٌ ملُقىً بزاوية الغرفة أو بالأحرى جزءٌ منه ….

امرأة مازال جسدها العاري مُلقىً فوق فراشي العارم بالدّماء، ورأسها المُلقى تحت قدميّ مُبعثر الشّعر، ومازالت تلك النّظرة مرسومة على عينيها.

وها هي ترجو العفو منّي

أشعر بألم يجتاح عِظامي وهمسٍ بأذنيَّ يلقي تعويذة ما

هَدأت العاصفة وأغلقتُ النّافذة، ومازال الصّمتُ يدقّ أبواب الغرفة

والآن هل حان رحيلي؟

كيف أرحل وأترك حبيبي مشوّه الجسد هكذا! هل لي بأخذه معي؟

ذهبتُ وجمعتُ أشلاءه في حقيبتي وجلسنا معاً نحتسي آخر شرابٍ لنا.. لعنة الله عليك لأنّكَ جعلتني أعشقك!

وهذه كانت آخر ما رأته عيني يا قطّتي!

 نظرتُ إليها كان وجهها الأبيض شاحباً وصوتها مُحَشرج وكأنّ هناك ما يعوّقه

ما بكِ يا صغيرتي.. هل أنتِ مريضة مثلي؟

ألقت ما كان في فيِها

فكان أصبعاُ بشريّاً 😒 بخاتمٍ ذي فصٍّ قرمزيٍّ أعرفه جيّداً

أيّتها المشاكسة من أين أتيتِ؟

أخبريني هل كان تناولكِ لذلكَ الأصبع شهيّاً؟

****

بقلم: شيريناز مجدي.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

تذكّر: الانتحار الّلذيذ – المشهد الأوّل هنا

تابع: الانتحار الّلذيذ – المشهد الثّالث هنا

****

واقرأ أيضاً في حبر أفكار:

فلتأتي إليَّ دائماً

أذكرك وحدي

حبّات رمل

أنتمي إليك

بداية

عجوز في العشرينيّات من العمر

روح

جذوري ثابتة .. لأنتمي لي وحدي

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة