• وحدي - حبر أون لاين

أذكرك وحدي

أذكرك وحدي

ببلدٍ قائم على الآثار

قد ولّى آثاراً  ..

وحدي أنطوي بإحدى الزّوايا الحّادة أذكُرك

لتنساني أنت ..

هناكَ حيث الفضاء الرّحب

ببلدٍ كلّ ما فيه مخالف للطّبيعة ..

حتّى الطّبيعة لا تميّز فصولها

وحدي

أُمطر شوقاً إليك ..

لتنعمَ بكلّ الشّمس أنت .. هناك

أتراكَ أحببت سواي؟

فتاةٌ ما ببلدٍ مجبور مُتماسك ..

أحسدها

أقف هنا منكسرة ..

ببلدٍ رُصِّف بقطع زجاج تُشبهني  ..

تُشابهني

كم تليقُ بلدي بي وأليق بها!!

*******

ما تغيّر شيء ..

لا زالت شوارعنا تفيضُ ليلاً كما هي

والبقعةُ الفريدة الّتي كانت سِراجاً ..

قد هاجَرَت

لازلتُ أراك في وجوه المارّة ..

كما كنتَ .. سراجاً ..

سراجي ..

وأدّعي أنّني من سلالة الفراشات

وأحترق

من يحرق فيك نفسه الآن؟

أحسدها ..

صديقاتي الّلواتي تكره بخير

يلعنونك كثيراً ..

أقف أمامهم بملامح الجوكر ..

وأصلّي بقلبٍ يحبّك للعمق

“اللّهم لا تستجب .. اللّهم لا تستجب”

لستَ بهذا السّوء كما يدّعون

وهنّ لسن بكلّ تلك الفضيلة ..

كلّ شيء جامدٌ ثابتٌ هنا ..

رغم دورانه الدّائم

لا زالت أرواحنا متعبةً قليلاً

وملطّخة قليلاً

ميّتةٌ من الأطراف ..

وخضراءُ من الدّاخل ممتدّةُ الجذور ..

فقل لي ..

ماذا أفعل بحربٍ شوّهتني وشوّهتك وترَكت مشاعري وحدها كما هي؟!!

سندريلا البلهاء مجدّداً

يتأمّلني مطولّاً .. يصارحني مبرّراً

“ليس ذنبي .. إنّها عيناكِ

تُعثّرني .. تُبعثرني .. تُناثرني”

أقع .. في العشق ..

سندريلا البلهاء مجدّداً

يُغازلني .. يُطيّرني .. يُغادرني

أقع .. في الهاوية ..

سندريلا البلهاء مجدّداً

يعود .. فأعود

يغادر .. فأنتظر ..

يحبّ .. فأفقد فيه حواسي

ينسى .. فأتناسى استرجاعها

مختلُّ الإيقاع .. منعدم الشّعور

وقاسٍ .. قاسٍ

أغمضُ عينيَّ لأتذكّره

مُبتسماً .. فتنقطع من الجذور أنفاسي

أنغمسُ بتفاصيله وحدي

أنتظر .. وأنتظر .. قد يأتي

ليضرب عالمي مجدّداً

كنيزكٍ وسيم

يتوعد بالبقاء عُمراً

يكذُب .. وأصدّق ..

يكذُب .. وأصدّق ..

لعلّه يصدّقني أملاً

يعثّرني .. يبعثرني .. يناثرني

ألامس بوجهه السّماء

لأنخدع به بمحضِ إرادتي

يُغازلني .. يُطيّرني .. يُغادرني

هو كلُّ هم .. كلُّ وهم .. كلُّ غم

أخلعُ أخيراً حذاءَ سندريلا الزّجاجي وأكسره

استبدل به خلخال ماتيلدا ..

وأتمايل على قطع الزّجاج المكسور ..

أنزُف .. وأنتشي ..

لا ربيع لك

كما الأبد ..

مزخرفٌ بالأوهام أنتَ

كما الغد ..

شهيٌّ كالغموض أنتَ

كما الآن ..

موجعٌ حدَّ التّعب .. أنتَ

مشاعرنا على مهلٍ نطفئها ..

في ثنايا الأمل البائس نطويها

وإلى لقاءٍ لن يحدُث ..

نتعهّد ..

حتماً مَشاعرنا سَنحيّيها ..

أراكَ هكذا أوسم ..

بقامةٍ تلامسُ الأفق

تقولُ لي

“ما بدوتِ يوماً أجمل”

وأدركُ أنّه الوداع

تُلبِسني معطفك ببسمةٍ خبيثة ..

لكأنّك تُحضِّرني لبردِ أيامي بعدَ صيفك

أَلبستُكَ شفاهي ..

ذاك أنّه لا ربيع لكَ بعدي

****

بقلم: تقوى مليّس

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

واقرأ أيضاً في حبر أفكار:

عجوز في العشرينيّات من العمر

سأحاول

حبّات رمل

بداية

فلتأتي إليَّ دائماً

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة