تأثير التوتر والقلق والضغط النفسي على الحياة والعمل

أن ينجح الإنسان في الحياة والعمل هذا يتطلب السلامة في مناحي العقل والقلب والنفس ليقوى على مواجهة ما يعترضه من مشكلات، والقلق والتوتر والضغط النفسي ينتقصون في كثير من الأحيان من هذه السلامة.

ما هو التوتر والضغط النفسي؟

هو التوتر الذي يتجاوز الحدود الطبيعية ليسبب للشخص حاجزاً يمنعه من إنجاز أبسط المهام والأمور اليومية.

والضغط النفسي هو جملة من الأحداث والأفكار التي تقود إلى الشعور بالتوتر والقلق الاضطراب، فتكون الواجبات المطلوبة من الشخص أكبر من قدراته وإمكانياته فيخرج عن استقراره النفسي وتوازنه.

ويكون بسبب تراكم الإجهاد والمشكلات والإحساس بثقل المهام، وهو يؤثر سلباً على الصحة العقلية والجسدية في مختلف المراحل العمرية.

متى يحتاج الأمر إلى زيارة الأخصائي؟

نسأل أوّلاً: هل يمكن أن ينجح الإنسان في حياته وعمله إذا عانى من الضغط النفسي والتوتر والقلق؟

لنقول بأن القلق فهو ذلك الشعور بالفزع والخوف من أمر ما أكبر من الحدود الطبيعية للقلق الموجود في النفس البشرية إلى درجة تعيق مجرى الحياة اليومي.

ومن ذلك الخوف من حالة صحية أو نتيجة ضعف الشخصية عن القيام بالأنشطة الروتينية، أو الخوف نتيجة الفشل في الانخراط الاجتماعي والتعامل مع الأحداث.

ويصبح التدخل الأخصائي العلاجي أمراً لا بد منه عندما يلازم شعور القلق والتوتر والضغط النفسي الإنسان ويسبب له توقفاً في ممارسة الحياة.

وقد يسبب إهمال العلاج مضاعفات لا تحمد عقباها، كالأمراض الجسدية والنفسية، وقد ينحرف الشخص إثرها إلى سلوكيات خاطئة كالإدمان.

وهنا لا بد من قصد الأخصائيين للحصول على طرق فعالة في علاج حالات التوتر والضغط النفسي ومنع تطورها الذي يعرقل نجاح الإنسان.

أسباب القلق والتوتر والضغط النفسي

هناك مجموعة من الأسباب التي تدفع الشخص إلى حالة التوتر والقلق، وقد حدد الخبراء أهمها:

أسباب بيولوجية

بعض الأمور الحيوية في الجسم مثل السّيوتونين ونورابيفرين أو نورادرينالين تعد نواقل عصبية موجودة في الدماغ تسبّب حدوث اضطرابات القلق عند إصابتها بخلل.

كثرة التّفكير

تسبب كثرة التفكير في بشكل مبالغ فيه مما يعرف باسم قلق التوقع، فقد يمرض أحدهم لمجرد توقعه لحدوث أمر ما وشغل نفسه بالتفكير به وبعواقبه المتخيلة.

التعرض للصدمات

يتعرض المرء في مرحلة من مراحل العمر إلى صدمات وخاصة في مرحلة الطفولة، فتترك انطباعات وتأثيرات في الذهن تستمرحتى البلوغ وتكون على شكل نوبات من الخوف والتوتر.

كثرة الفراغ

الفراغ في حياة الشخص يدفعه إلى مزيد من التفكير وتوقع الأمور، أما من يشغل يومه بالعمل والإنجازات المختلفة فلا وقت لديه لتوقع أمور وحساب تخيلات قد لا تكون موجودة.

سيطرة الخوف والقلق مع مرور الوقت ستتفاقم مشكلة حيلولة دون مواصلة الحياة والعمل وستغدو ذات تأثيرات سلبية كثيرة.

فمن الأفضل دائماً الاعتناء بالصحة النفسية ومنع أي توتر من السيطرة على النفس، وفي حال فقدانها من الأفضل اللجوء للعلاج لتدارك أكبر قدر ممكن من التأثير.