• الازدواجيّة - حبر أون لاين

الازدواجيّة في مجتمعنا .. إلى متى ؟!!

تساؤلات

هل الازدواجيّة أمر محتّم علينا وجوده في مجتمعنا؟!

الجميع يعيش بازدواجية في آرائه وأفكاره ومعتقداته …

وهناك فرق كبير بين ما أقوله وما أفعله، بين ما أخفيه وما أظهره، بين ما أعترف به وما لا أعترف به.

فهل هذا نفاق اجتماعي أم ازدواجيّة في معايير التّفكير؟

لماذا نجد الملتزم المحافظ أمام النّاس فقط وبينه وبين نفسه لا يعتمد الالتزام في حياته اليوميّة؟ فنرى “الرّشوة، السّرقة، عدم إتقان العمل، والتّعدّي على حقوق الآخرين”.

لماذا لدينا الأستاذ الجامعي الّذي يؤمن بالتّفكير العلمي وينادي به أمام المجتمع، وفي حياته اليوميّة يفكّر بطريقة غيبيّة بامتياز لا تمتّ بصلة إلى التّفكير العلمي المنهجي الّذي ينادي به علناً؟

لماذا نرى طلّاب الجامعة الّذين وصلوا إلى مستويات تعليميّة ممتازة وعالية وما زالوا يؤمنون بتأثير الحسد والعين على حياتهم؟

لماذا نؤكّد على أهميّة الأخلاق والحبّ الحقيقي في أحاديثنا ونصائحنا ونرى الكذب والتّلاعب بالمشاعر والتّفاخر بهذا الكذب بما ندعوه “الشّطارة والفلهوية” !!

لماذا ننادي بحقوق المرأة ونحن نظلمها بنظراتنا وتعاملنا وتفكيرنا ولا نسمح لها بالتّعبير عن ذاتها؟

لماذا وكيف نوفّق بين أنّنا نعبد الله وبإخلاص في شهر رمضان مثلاً وفي المقابل نرى شوارعنا مليئة بالأوساخ ؟!!

لماذا نفصل دائماً بين القيم والمبادئ الّتي تربّينا عليها وبين ما نطبّقه في الواقع؟

لماذا نؤمن بأفكار داخليّة تنافي قوانين المجتمع ونتظاهر بأفكار أخرى تتناسب مع سياق المجتمع؟

لماذا ندّعي ما لا نفعل ونفعل ما لا ندّعي؟

هذا كلّه يأتي ممّا يحكي عنه مقالنا هذا ألا وهو الازدواجيّة.

يقول جورج أورويل:

“ازدواجيّة التّفكير تعني اعتناق معتقدين متناقضين في آن واحد وقبولهما معاً، فمع كلّ مرّة يلجأ فيها المرء لازدواجيّة التّفكير فإنّه يطمس معرفة ما، وهكذا دواليك حتّى تتراكم الأكاذيب وتجثم فوق الحقيقة “.

أسباب الازدواجيّة :

1ـ ضغط المجتمع وعدم وجود الحرّيّة الفرديّة.

2ـ القيود الّتي يضعها المجتمع ويؤطّرنا بها من (عادات وتقاليد قديمة …).

3ـ الفرق بين ما نؤمن به وبين نمط التّفكير الّذي تمّت برمجتنا عليه.

4ـ الخوف من :1. كسر التّقاليد 2. نظرة النّاس.

5- التّجديد أي الخوف ممّا هو جديد واتّباع القديم والتّقليدي دائماً؛ لأنّه أكثر أمناً ونعرف نتيجته مسبقاً.

6- الخوف من افتضاح أمر الإنسان في مجتمعنا؛ لأنّه يتمسّك بالمظاهر الّتي تشكّل ستراً لبؤسه الدّاخلي.

وفي تساؤلاتنا في بداية المقال ركّزنا على كلمة “كثيراً” لأنّ الإنسان المحافظ الملتزم أمام النّاس يريد أن يُبقي صورته كما يريد أمام النّاس فهذا هو الأهم بالنّسبة له.

والأستاذ الّذي ينادي بالتّفكير العلمي ولا يعمل به ويعود للغيبي والتّقليدي فهو يخاف من التّجديد، ولذلك فإنّه بينه وبين نفسه يتّبع القديم ولا يستطيع تطبيق ما تعلّمه في واقعه اليومي لأنّه عاجز عن هذا الأمر.

أخيراً :

نستنتج أنّه من غير المنطقي  للإنسان أن يعتنق معتقدين متناقضين؛ لأنّه بذلك سيغلق أمامه طريق الحقيقة،

وإذا أُغلق طريق الحقيقة في حياة الإنسان لن يستطيع اكتشاف ذاته ولا التّقرّب منها ومعرفتها، وبذلك سيكون بعيداً عن ذاته.

والإنسان الّذي لا يسعى للتّصالح مع ذاته لن ينعم بالرّاحة الّتي يريدها في الحياة.

وأخيراً دعونا ندّعي ما نفعل ونفعل ما ندّعي ونكون نحن كما نحن من دون تلك الازدواجيّة المقيتة.

****

إعداد: لمى حمادي.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: رهام حجلاوي.

****

واقرأ أيضاً في حبر مهارات:

السّرّ الكامن في عدم النّسيان

أساليب التّعليم.. هل تصلح كلّ أساليب التّعليم لكلّ الطّلّاب بمختلف أعمارهم وشرائحهم؟

تمكين الشّباب قضيّة بين الحلم والواقع

مفهوم الزّواج وأساب تساقط مبادئ تكوينه .. الجزء الأوّل

كيف تكسب ثقة نفسك ؟ .. هل هذا ممكن؟

ما هو الفرق بين القائد والمدير ؟؟

لكلّ طالب .. هذه النّصائح ستجعلك تحبّ الدّراسة وتستمتع بها

السّرّ لتكون “معماري ناجح”: اعرف شيئاً عن كلّ شيء.. وكلّ شيء عن شيء”

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة