• جبران - حبر أون لاين

جبران ومي …. الحبّ الصّوفي السّامي

جبران ومي …. الحبّ الصّوفي السّامي

كثيرة هي قصص الحبّ الّتي عرفناها وقرأنا عنها، منها ما جعلت من أبطالها شعراء وكتّاب ومنها ما آلت بهم الحال إلى الجنون .

ويبقى لنا أن نتقفّى حروفهم وسحر كلماتهم وتجاربهم المؤرّخة بأجمل الوجد وروعة الوصف.

من أجمل قصص الحبّ والعشق في زماننا ما نسجته عفويّة الأقدار بخيوط من ذهب بين كاتبين مرموقين ألفهما حب القلم وعشق الكلمة.

وهما الكاتب الّلبناني جبران خليل جبران والكاتبة الّلبنانيّة مي زيادة .

فما كان يجمع بينهما هو حب عذريّ أفلاطوني زاخر وصفه العارفون به بالحبّ السّماوي .

عن جبران ومي 

ماريا زيادة المولودة في النّاصرة في 11 شباط / فبراير عام 1886 وهي الابنة الوحيدة لأم فلسطينيّة أرثوذكسيّة من عائلة عازر وأب لبناني.

درست الآداب وأتقنت تسع لغات إلى جانب العربيّة، وهي صاحبة صالون أدبي ومترجمة وكاتبة وروائيّة .

تعارف جبران ومي ببعضهما بعد أن أصاب كلّ منهما شهرةً واسعةً فكانت مي معجبة بمقالات جبران، وبدأت

بمراسلته بعد كتابته لقصّة (الأجنحة المتكسرة) والّتي نشرها عام 1912 في المهجر .

نشأ الحبّ بينهما ودامت العاطفة زهاء عشرين عاماً، دون أن يلتقيا إلّا في عالم الفكر والرّوح.

إذ كان جبران في أميركا ومي في القاهرة ولم يكن حبّهما وليد نظرة، بل كان حبّاً نشأ ونما عبر مراسلة أدبيّة

ومساجلات فكريّة ألّفت بين قلبين مغتربين تخطّيا حدود المكان والزّمان والحواس ومن هنا كانت البداية .

بدايات قصّة الحبّ

ولدى التّأمّل ببعض الرّسائل يتّضح بأنّ الصّلة بين مي وجبران قد توثّقت شيئاً فشيئاً؛ لأنّ لهجته في مخاطبتها

تدرّجت من التّحفّظ إلى التّودّد، ومن الإعجاب إلى صداقة حميمة، ومن ثمّ إلى حبّ بلغ ذروته عام 1919.

وعلى الرّغم من كلّ ما كُتب عن علاقات جبران الغراميّة أمثال (ماري هاسكل) و(ميشلين) إلّا أنّ حبّه لمي كان

الحبّ الوحيد الّذي رافقه حتّى نهاية حياته.

كانت مي حريصة على إخفاء علاقتها بجبران وعانت صراعاً نفسيّاً حادّاً سبّب لها الشّقاء حتّى ذلك اليوم الّذي فُجعت بموته عام 1931،.

وبعد انقضاء شهر على وفاته اعترفت مي لقرّائها بوجود رسائل طويلة بينها وبين جبران. وعبّرت عن حزنها العميق بعبارات موجعة قالت فيها :

(حسنا فعلت بأن رحلت! فإذا كان لديك كلمة أخرى فخير لك أن تصهرها وتثقّفها، وتطهّرها لتستوفيها في عالم ربّما يفضُل عالمنا هذا في أمور شتّى …)

فبعد فقدها لجبران أصيبت بانهيار عصبي وتدهور في صحّتها، فأرسلت إلى قريبها رسالة مؤثّرة تصف آلامها،

فأرسل الرّسالة إلى لبنان حيث يسكن ذووها فأساؤوا إليها وأدخلوها إلى (مستشفى الأمراض العقليّة) وقضت

ثلاث سنوات متنقّلة بين المستشفى والمصحّ إلى أن تعافت وغادرت إلى القاهرة،

ثمّ ذوت شيئاً فشيئاً وتوفيّت عام 1941 عن عمر 55 عاماً في مستشفى المعادي في القاهرة.

إلّا أن (رسائل جبران إلى مي) لم تمت وصارت من الأدب العالمي رفيع المقام، بل وستظلّ شاهدة على حبّ

إنساني فريد من نوعه فرّقته الغربة ووحّدته عاطفة لا حدود لها.

****

المصادر:

المصدر 1      المصدر 2

****

إعداد: مروة الأدهم.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: رهام حجلاوي.

****

واقرأ أيضاً في حبر أدب:

فضيحة تؤجّل جائزة نوبل للآداب لهذا العام

التّبراع .. مذهب الموريتانيّات في الحبّ

طفل الرّماد .. قراءات في نشأة شعر الهايكو الياباني وحضوره في الأدب العربي

جائزة البوكر للرّواية العربيّة .. أصلها ومن فاز بها

أديبات كسرن حاجز النّسويّة.. فكيف تجاوزن حاجز الأدب النّسوي

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة