يوم الصّحّة العالمي

منّ الله علينا بنعم عديدة، نعمٌ ملموسة وأخرى لا نشعر بها إلا عند فقدانها وزوالها، فنصادف المشقّة وقتها، ونلمس أهمّية الصّحّة في حياتنا.

حديث اليوم عن الصّحّة، فالصّحّة هالةٌ فوق رؤوس الأصحّاء لا يراها غير المرضى، فكم من عليلٍ يتوق ليلبس ثوب العافية، وكم من معافىً لا يعرف قيمة هذا الثّوب.

إطلاق يوم الصّحّة العالمي

انطلاقًا من أهمّية وحساسيّة موضوع الصّحّة، ولإحياء ذكرى تأسيس منظّمة الصّحّة العالميّة، دعت جمعية الصّحّة العالميّة الأولى في عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين (1948) للميلاد، إلى تكريس يوم خاص بها أُطلق عليه

“يوم عالمي للصّحّة “.

منذ عام ألف وتسعمئة وخمسين (1950) للميلاد وحتّى اللّحظة، يحتفل في اليوم السّابع من شهر نيسان من كلّ عام بهذه الذّكرى، ويتم كلّ عام اختيار موضوع لهذا اليوم ويركّز على مجال من المجالات اّلتي تثير القلق وتحظى بالأوّليّة في سلّم منظّمة الصّحّة العالميّة.

وجاء دستور منظّمة الصّحة العالميّة في عام ألف وتسعمئة وأربعة وثمانين (1948) للميلاد، عندما صادقت ستّ وعشرون دولة من الدّول الأعضاء الإحدى والسّتين بالموافقة عليه، فيما بعد عقدت الجّمعيّة العموميّة الأولى للصّحة العالميّة في جنيف بحضور مندوبين من ثلاثٍ وخمسين دولة أصبحوا أعضاء في المنظّمة.

الاحتفال بيوم الصّحّة العالمي

وتحتفل منظّمة الصّحّة العالميّة بهذا اليوم باعتماد إطلاق شعار يركّز على القضايا الصّحّيّة العموميّة الّتي تؤثّر في المجتمع الدّولي.

وفي عامنا الحالي تمّ اختيار “التّغطية الصّحيّة الشّاملة” كشعار لانطلاق فعاليّات هذا اليوم، وذلك كي تدعو المنظّمة زعماء العالم إلى الوفاء بالتّعهّدات الّتي قطعوها عندما اتّفقوا على أهداف التّنمية المستدامة في عام ألفين وخمسة عشر (2015) للميلاد، والالتزام باتّخاذ خطوات فعليّة في سبيل تحسين صحّة جميع البشر، وقد أثبتت التّجارب أن التّغطية الصّحيّّة الشّاملة تتحقّق عندما تكون الإرادة السّياسيّة قويّة.

على أمل أن يأتي فيه اليوم الّذي نكرّسه احتفاءً لعدم حاجتنا عن يوم الصّحّة العالمي، ونكون قد وصلنا بالصّحّة الفكريّة إلى ذاك الحدّ الّذي نرى من خلاله أهميّة الصّحّة.

ووصلت بنا الأيّام إلى وقت التّعافي بعيدًا عن الحروب والأزمات، والّتي هي العامل الأبرز في ضعف الصّحّة.

****

المصادر:

****

إعداد: مصطفى عماد المصري.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****