قُلْ وَعد
أمسك بفرشاتي قُلْ وَعد
أصبغها بشيء من السّحر
“قريباً سننجو من هنا”
أقول لنفسي المنهكة
أضرب بكلّ قواي المتلاشية صوبَ عالمي
يميناً تازة وللأعلى تارة أخرى
لا يسار بعد الآن
لا أسفل بعد الآن
أقطع العهد على نفسي
أكاد أشمّ رائحة حياة تشبه الحياة
لوهلة
تتسارع نبضات قلبي وتبدأ أمواجي بالهيجان
ويستحيل المشهد أمامي
قد علمت منذ الأزل
أنّ تلك العروق السّاكنة جسدي
ليست إلّا موجاً
ربّي .. أتراه الفرج؟
ما أكملت شفاهي دورة ابتسامتها
ليعود الأسود ماضغاً ما حولي
طنين وطنين وطنين
أعيد دمائي إلى أذنيّ
**** قُلْ وَعد ****
أرجوك .. ليس بعد
اقتربا
حقّاً اقتربت
اختفت فرشاتي .. أصاب بالهلع
رائحة الشّقاء عادت تكسوني
أدور حول نفسي ناسية ما أبحث عنه
ربّي .. ليتوقّف
ليتوقّف هذا العالم بعض الوقت
مسّني التّعب
**** قُلْ وَعد ****
وأنت؟
أين أنت؟
أضمّ جسدي بذراعي الكافية
أُهدِّئُ من روعي
اقتربتِ
حقّاً اقتربتِ
لنمارس طقسنا المفضّل
الشّمس
أشكال الغيوم
سريري
أحمر الشّفاه
المرآت
شرفة بيتي
دفتر مذكّراتي
كلمة “أحبّك”
الضّحك حدّ البكاء
البكاء حدّ الضّحك
تلك الأغنية
“بكرا شي نهار بحكيلك هالخبرية عن يلي صار عن هالحلم بعيني”
الحلمُ
هكذا أزيد رصيد الحياة بداخلي
أجدّد أحمر شفاهي وأقف
للمرّة السّادسة والعشرين بعمر سنواتي أقف الآن
بقلبي لا بقدميّ
نفسٌ آخر .. روح حرّة
صبرٌ جميل وبالله المستعان
عينان لا تكبران
بلون الشّغف
خريطة على وجهي إن يوماً انا أضعت وجهي
وأخرى بقلبك إن ذات خصام أضعت وجهتي
أتبحث عنّي حبّي؟
قُلْ وَعد
ليكن
سأجدك
وَعد!
****
بقلم: تقوى مليّس.
تصميم غرافيك: فريق حبر غرافيك.
****
واقرأ أيضاً لتقوى مليّس.
****
تابع حبرنا عبر
