• فراغ عاطفي - فارس أحلامي - حبر أون لاين

فراغ عاطفي

جلست أتخيّل فيما لو أنّني حصلت على فارس أحلامي ، كيف كانت لتغدو حياتي؟ وغفوت قليلاً.. فراغ عاطفي

سيغرقني أكيد بعبارات الحبّ والهيام ويتغزّل بكلّ تفاصيلي من رأسي حتى أخمص أقدامي، حتّى أنّه من الممكن أن يكتب دواوين عن أنفي مثلاً أو طريقة تنفّسي، ترى كيف سأتنفّس في حضوره؟؟

آه.. يا إلهي أشعر أنّني سأختنق..
بالتّأكيد سيخبرني في كلّ لحظة أن طريقة تنفّسي جميلة وكأنّه يقول لي: ” موتي أرجوكِ فعقلي ما عاد يحتمل وصف النّسيم الخارج من رئتيكِ”.

آه يا ربي مجرّد التّخيّل ملأ جميع الثّقوب العاطفيّة في قلبي..
(فعلاً ولي في خيالي حياة..)

قلتها في نفسي و أنا أشعر بخليط من المشاعر الّتي لا أستطيع أن أكتبها من شدّة إعجابي بفارس الأحلام هذا
كم أنا محظوظة به!!
لن أخبر عنه أحداً “فياااااما يااااما” منهم من تكلّموا عن فوارس أحلامهم وحرقتهم عيون الحاسدين، لذلك قرّرت أن أحتفظ به لنفسي “”كمان أحسن ما أصير مسخرة””
وفي أحد الأيام استيقظت فرأيته جالساً أمامي يتأمّل نومي.. كان يحاول لمس شعري، لقد كان مذهولاً بجماله لكنّه يخاف أن يلمسه فيوقظني كانت يده بالكاد (يا دوب) تقترب من شعري فيبعدها وكأنّه أُصيب بمسّ كهربائي من حرصه الشّديد وخوفه أن أشعر بذلك..

فراغ عاطفي كم هو رومنسي اه كم  (آه كم أنت رومانسي يا فارس أحلامي !! )

وعندما استفقت أخبرني بأنّ نومي ملائكي وأنا كعادتي أردّ عليه بعبارات بداية النّكد :” يعني لما بصحى مابكون ملاك؟؟؟؟؟؟؟؟؟”..

كان يخاف جدّاً من أن أفهم قصده بشكل خاطئ وأنا كنت أتقصد أن أفعل ذلك كي أشعر بخوفه وأراه يبكي و يتوسّل لي أن أفهمه بشكل صحيح..

كم يحبني!! يا ربي أشعر أنّني أحلم
لم يكن يستطيع أن يبتعد عنّي، كان كلّما غاب قليلاً يتعبني بالاتصالات في كلّ دقيقة، و كلّ لحظة يسألني فيها إذا كنت قد أتعبت نفسي في مجهود ما، يتحجّج بذلك رغم أنّي أعرف أنه باتّصالاته هذه يحمي نفسه من أيّ عمل متهوّر يودي بحياته إذا لم يستطع تحمّل شوقه إلي، مع أنّني كنت أنبّه عليه أن يبتعد عن الأدوات الحادّة والأماكن المرتفعة في حال اشتاق إلي ولم يستطع التّواصل معي ( لك بحبني بحبني بموت فيني)

إنّه فارس أحلامي الرّائع!!

استيقظت من نومي على صوت رجل يزمجر: “”قومي حضري فطووور”” 🤤
ما هذا الصّوت؟ من هذا الرّجل؟ ربّما صوت زوج جارتنا المسكينة، كم تعاني من سوء تصرّفاته وعدم لباقته.

يخرج كلّ يوم صباحاً ولا يعود حتى آخر الليل يوقظها لتحضّر له طعام العشاء وتنقع رجليه بالماء والملح، تتحمّل نتانة رائحته بكلّ ابتسامة، كان يناديها “بأمّ الأولاد” ويحتّم عليها مناداته “بابن عمي” و”تاج رأسي” يا إلهي كم هو عديم الإحساس والرّومانسيّة!!

سأكمل غفوتي وأكتفي بأميري فهو لا يقارن بأحد هو رجل خيالي وفارس أحلامي فعلاً
عاد الصّوت إلى مسمعي بشكل أقوى: “كني ما عم تسمعي عم قلك قومي حضري الفطووور”
توسّعت حدقتاي.. آه.. يا إلهي.. لقد اقترب الصّوت أكثر!! هل نسيت أن أغلق النّافذة؟؟؟ لو علم فارسي أنّني نسيتها لحزن وخاف عليّ من المرض وسهر طوال الّليل على راحتي
لحظة… إنّه بجانبي ينهرني بكتفي إنّني أشعر به
عودي إلى واقعك إنّه ليس زوج جارتك إنّه زوجك
آه.. ما أوسع خيالي! وما أكثر أحلام اليقظة الّتي تراودني!!

****

بقلم: سارة تتان.

تصميم غرافيك: ميس شنن.

****

واقرأ أيضاً في حبر خيال:

حامل

طبيب أسنان

 

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة