• الحمام الزاجل - حبر خيال

دليفري مع الحمام الزاجل

دليفري مع الحمام الزاجل

دخلت مطبخها في ذلك الكوخ القديم وبدأت تعدّ أشهى أنواع المأكولات كان السّرّ في مذاق أكلها الّلذيذ هو الحبّ..

في كلّ مرّة تشرع بطبخ أكلة ما.. تتمنّى لو أنّ العالم كلّه تذوّق منها، فكيف وإن كان من يتذوّقه فرداً واحداً يساوي العالم كلّه عندها؟ 😍

ما أرقّ شعورها وما أعذبه! 💜

وقبل أن تنتهي بقليل ذهبت لترى ما إذا كان هناك حجل من

الحمام الزّاجل

يستطيع نقل الطّعام إلى محبوبها.

سرقها الوقت وهي تنظر إلى المدرّب كيف يقوم بتدريبها..

كان يقوم بتجويع الحمام ، فيطلق الحمامة وهي جائعة لمدّة نصف ساعة تقريباً، بعد ذلك يقوم بإصدار صوت قرقعة الحبوب في الإناء لكي يعلم الحمام أنّ موعد غدائه قد حان، فما يلبث حتّى يعود مسرعة وقد أنهكه الجوع.

بعد ذلك ومع الوقت يقوم بتدريبها على قطع المسافات الطّويلة بالتّدريج…

وهذا ما كانت تريده .. تجاوز المسافات الطّويلة عن طريق الحمام الزّاجل الّذي كان بقدرته أن يفعل ما لم تستطع هي فعله.

نظرت إلى المدرّب بإعجاب.. كم أسعدت قلوباً بتدريب الحمام على توصيل رسائل حبّ إلى أحبابها..

تنفّست الصّعداء لذلك التّفكير الشّديد الرّومنسيّة بعد أن تخيّلت ردود فعل كلّ الّذين وصلتهم تلك الرّسائل.

لكنّها لم تكن تريد توصيل رسالة حبّ.. فقد كانت تكتب له كلّ يوم كان طلبها غريباً بعض الشّيء..
***
-مرحباً.. أريد أن أرسل وجبة سريعة مع الحمام .

نظر المدرّب مذهولاً كانت تلك المرّة الأولى الّتي يطلب منه فيها شيء كهذا.

-عفواً!! وجبة؟؟

-نعم.. وجبة طعام.. فحبيبي جائع وقد أعددت بعض الطعّام وأريد من الحمام أن ينقله له 😊

-أقصى ما قد تحمله الحمامة هو رسالة.. فهل تسمع أذنيكِ مايقوله فمك؟؟؟

وافق على مضض بعد أن رأى نظرات اليأس على وجهها، وطلب منها أن تساعده بربط الشّال في أقدام الحمام حتى يستطيعوا حمله.

طلب منها أجار أربع حمامات (ثلاثة قروش إلّا ربعاً)

حاولت أن تفاصله في السّعر، فقالت بكلّ دهاء وحنكة في قوانين الإيجار

-ألا ينفع بثلاثة فقط؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نظر إليها نظرة البلهاء ووافق..

انتبهت بعد أن خرجت أنّها أعطته أكثر ممّا طلب

(يا لشدّة غبائي).. قالتها في سرّها ومضت 😓

بعد أن تمّ نقل الطّعام، وسافرت الحمامات، ودّعتها وهي تذرف الدموع وكأنّها ملك لها، وسكبت الماء خلفها بعد طيرانها..

(عادةٌ كانت قد شاهدتها في أغلب المسلسلات التّركية وتأثّرت بها دون أن تفهم سبب سكب الماء بعد ذهاب المسافرين) -_-

تذكّرت شيئاً مهمّاً.. فركضت نحو الكوخ، دخلت المطبخ، وأخرجت علبة الحرّ “الشّطّة” من البرّاد وعادت مسرعة إلى المدرّب وهي تلهث:

-أرجوك نسيت هذه

-ماهذه؟

-علبة “شطّة” وإناء يستعمل مرّة واحدة ☺ فحبيبي يحبّ الأكل الحارّ، كما أنّه لا يحبّ غسل الأواني لذلك أريد أن يأكل بهذا الإناء ويرميه كي لا يتعب نفسه بغسله. 😊

سيطر على غضبه قبل أن يجيبها بحرف

رأته يعصر كرة التّوتّر في يده عدّة مرّات، ولكنّها بقيت مبتسمة ببراءة عسى لقلبه أن يحنو عليها

-حسناً.. لكن هذه المرّة سآخذ أجرة الحمامة الواحدة ثلاثة قروش 😡

“لتكن روحي فداء ذلك الحبّ”. عبارة كانت أيضاً قد سمعتها في أحد المسلسلات التّاريخية أو ربّما ليلى كانت قد أخبرت بها قيساً..

استفاقت من صدمتها وهي تتلعثم في الكلام

-م م ممااذا؟؟؟؟ ثلاثة قروش؟؟؟؟؟

“يا رجل أنت لا تخاف الله”

لم يبدِ أيّة ردّة فعل وأصرّ على ذلك المبلغ.

-حسناً.. أتأكّد من وصول “الشّطّة” وأدفع لك بعدها 😈

بينما هم منشغلون بالصّدّ والرّد عادت حمامة مسرعة باتّجاههم تحاول أن تخبرهم شيئاً، لا أظنّ أنّها ستفهمه لكن وقبل أن تفهم شيئاً بدأت تصرخ وتلطم

كانت تفوح من الحمامة رائحة الدّجاج المسلوق مع الأرزّ المحمّص. 😱

-تحاسبني على القروش وأنتم تسرقون الطّعام الّذي أبعثه لذلك العاشق المسكين؟؟؟ كيف لقلبه أن يحبّني بعد اليوم وأنا لم أستطع الوصول إلى معدته؟؟؟؟

بدأت الحمامة بالهديل.. ربت عليها المدرّب قائلاً للفتاة: لم نسرق لكِ شيئاً كلّ ما في الأمر أنّ من تدّعين بأنّه محبوبك لم يشبع وطلب المزيد، يبدو أنّك استطعت الوصول إلى قلبه 😑

شعرت بلطمة أخرى وهي تسمع ما يقوله الرّجل

“لاء هاد خربان بيت نظامي” 😑

– آااااا أقول في نفسي أنّ معظم الرّجال كاذبون وأنا أشكّ بل وأكاد على يقين أنّه سيخونني يوماً ما

عودي أيّتها الحمامة إلى سربك فلقد انتهى الحبّ وذهب أساساً، لا وجود لحجل ينقل الطّعام كان كلّ هذا من محض خيالي.

****

بقلم: سارة تتّان.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

واقرأ أيضاً في حبر خيال:

حامل

رمضان على طريقة زرقاء اليمامة

طبيب أسنان

فراغ عاطفي

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة