جذوري ثابتة .. لأنتمي لي وحدي

جذوري ثابتة .. لأنتمي لي وحدي

لأنّني أرى القلب غيمة والرّوح سماء ..

حقيقيّة لدرجة مخيفة في زمن ملامحه مزيّفة .. مصطنعة ومجمّلة ..

لأنّني قرّرت أن أنبض بحياتي بدلاً من تحجيمها في صور باردة بلا روح تضج بها وسائل “الانقطاع” الاجتماعي  

أن أكون بصمة ملوّنة في مكان تتشابه فيه جميع البصمات ..

لأجل الإيمان بالرّوح بين قطيع لا يسمع ولا يرى سوى الأقنعة الّتي يرتديها الجميع ..

كنتُ أمام خيارين إمّا أن أنقاد إليهم كفيفة الرّوح عندها سأتحول لإنسانة ليست أنا .. لن أشبهني

وإمّا أن أتبع إشارات إيماني مقابل رفضهم ومحاربتهم وألسنتهم الّتي ستلتفّ حول أوردتي وعنقي لتدميه … فاخترت ما يُحييني .. اخترت ما خُلقت من أجله ..

جذوري ثابتة

يرعبهم كوني مرئيّة .. نوري يزعج شبكيّتهم .. و لِمَ أنسلخ عن السّرب؟ لأتمرّد !!!

سيجلدونني … لأعود .. ولن أفعل ..

أصواتهم تصرخ .. ألسنتهم تدقّ وتطبل .. لعلّي أهابهم .. ولن أتردّد ..

كيف لا تختبئين وراء ألوان اصطناعية تخفيك وتُميتك ؟؟ ولماذا تتنفّسين الكلمات ؟؟ يتساءلون بصوت أبكم وعيونهم ترفضني .. ألا تخافين إظهار روحك الشّفّافة ؟؟

الأنوثة أحملها في قلبي .. في عقلي وطريقتي في الحياة ..

الأنوثة ليست علباً ملوّنة أخفي بها ملامحي المتعبة وشحوبي عندما أبحث عن نظريّات جديدة في علم النفس ..

الأنوثة فكر .. أنا فخورة بلون ملامحي الّذي يرونه باهتاً بعد ليالٍ طويلة من البحث طالما أنّني أنير شغفي ..

يسلبونني الأقلام .. يشوّهون من ذاكرتي الأحرف .. أكتب فيطعنون الحبر .. يسحبونني بقوّة إلى القاع اعتقاداً منهم بأنّني لن أنجو لكثرتهم.

من الغريب أن أجد روحي بنغمات موسيقيّة .. مثير للتّساؤل أنّي غائبة عن دردشات الثّرثرة وأخبار النّجوم وآخر صيحات الموضة وفنّ طهي الطّعام لألقى إعجاب المحيطين فيطلقون عليّ لقب ملكة الأواني والملاعق …

كوني لا أنتمي إلى عالمهم يجعلني إشارة استفهام وتعجّب طيلة الوقت في عيون من حولي ..

جذوري ثابتة

لأنّنا داخل مستنقعٍ العقول فيه مسمّمة بالنّفاق والتّعالي ..

كميّة العقد تتعاظم بجينات الشّرق .. الشّرايين خاوية إلّا من الدّم .. مجرّد فقاعات فارغة ..

بين الغيوم أكتب لكم لأنقل انتمائي لنفسي .. وأخبركم:

كونك إنسان أقوى من أن تنجرف مع تيّار التّفاهة والسّطحيّة يذكّرهم بفراغهم .. لن يدعوك تستمتع باختيارك أبداً .. فحريّتك توجعهم ..

إيّاك أن تتوقّف عن كونك أنت داخل قيد بات الكلّ فيه يشكّلون ملامحهم حسب المواصفات المسموح بها ليجتازوا اختبار الانصياع .. يردّدون نفس الجمل .. لديهم رأي واحد مكبّل بالسّلاسل مريض وهزيل ..

في مجتمع يدفن الفكرة و يمجّد التّكرار .. يُحييّ التّشابه ويطعن البريق .. محظور عليك التّفكير خارج الزّنزانة فإن أردت أن تحيا بسلام فتوقّف عن تحريك أصابعك على الورق بالاتّجاه المشعّ .. أمّا إذا أردت العيش بالشّغف فأغلق قلبك عنهم .. حرّر فكرك  ..

انهض من بينهم .. ابتعد قدر ما استطعت لتكسب الرّوح الّتي لا يتحسّسونها .. تلافيف أدمغتهم تسمح لهم فقط برؤية الأشياء المادّية المحسوسة ..

ولأنّني أرى القلب غيمة والرّوح سماء مازلت أحتضن أفكاري وأحارب لحمايتها لأنّها كلّ ما أملك … لأنّ فكري هو ثروتي ..

****

بقلم: غفران شاهين.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

واقرأ أيضاً في حبر أفكار:

فلتأتي إليَّ دائماً

بداية

حبّات رمل

سأحاول

عجوز في العشرينيّات من العمر

روح

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة