• بحثاً عن الزّمن المفقود - حبر أون لاين

بحثاً عن الزّمن المفقود.. أكثر من مليون كلمة وحرف لموضوع واحد

بحثاً عن الزّمن المفقود .. هذا هو عنوان أطول رواية عبر التّاريخ، لمؤلّفها مارسيل بروست.

يحبّ الكثيرون الاطّلاع على هذه المؤلّفات الرّوائيّة الضّخمة وقراءتها، فم الّذي سيجدونه في هذه الرّواية؟

بحثاً عن الزّمن المفقود .. سيرة ذاتيّة

تضمّ الرّواية سبعة أجزاء متوزّعة على 4300 صفحة بالّلغة الفرنسيّة الّتي ألّفها الكاتب بها، وتعتبر أطول عمل روائي في التّاريخ مؤلّف من قرابة مليون ونصف كلمة.

ألّف مارسيل بروست روايته بين عامي 1905 و1910 بألفي شخصيّة تتصارع ضمن أحداث العمل الرّوائي الّذي يروي ماضي السّارد بشكل يجعل الذّكريات أكثر واقعيّة من الأحداث نفسها.

أجزاء رواية بحثاً عن الزّمن المفقود

تقوم الرّواية على سبعة أجزاء وهي:

  • جانب منزل سوان

يحكي الجزء الأوّل وهذا عنوانه عن شخص يهودي يُدعى سوان كان يعيش في المجمتع الفرنسي.

وكان مقرّراً أن يُنشر هذا الجزء في عام 1913 ولكنّه قوبل الرّفض من قبل العديد من النّاشرين،

حتّى قام بمراجعته الأديب أندريه جيد وعرضت دار غاليمار على المؤلّف نشره ولكنّ بروست فضّل أن ينشره عبر النّاشر غراسيه.

  • في ظلال ربيع الفتيات

وهو الجزء الثّاني وتأجّل نشره من عام 1914 إلى عام 1919 بسبب الحرب العالميّة الأولى وإغلاق دار نشر غراسيه بسبب استدعائه للخدمة العسكريّة.

  • إلى جيرمونت

تمّ نشر هذا الجزء الّذي يتحدّث عن الحرب والخدمة العسكريّة إلى عام 1921

  • سدوم وعموره

يضمّ هذا الجزء كلاماً صريحاً عن المثليّة الجنسيّة ممّا جعل لجان السّلامة الفكريّة العربيّة تحرّم ترجمته مع بقيّة أجزاء الرّواية الّتي كانت قد تُرجمت في عام 1984.

وحين ألّفه بروست ودفع به إلى النّاشر عام 1921 طلب عدم نشره حتّى يتمّ الجزء الأخير منه ولكن وفاته عام 1922 حالت دون تقديمه للطّبع حتّى قام شقيقه روبرت بتسليمه للمطبعة.

  • السّجين

يرتبط هذا الجزء مع الجزء الأوّل من الرّواية لظهور شخصيّة ألبرتين فيه الّتي ظهرت بشكل هامشي في الجزء الأوّل لتصبح في هذا الجزء الخامس محوريّة ورئيسيّة،

الّذي يقدّم تحفّظات على انهيار الطّبقة الأرستقراطيّة الفرنسيّة ولا يتأمّل الخير من وصول البرجوازيّة إلى الحكم.

وقد نشر روبرت شقيق مارسيل بروست هذا الجزء في عام 1923

  • الهارب أو ألبرتين في أرض الشّتات

تمّ نشر هذا الجزء عام 1925 واعتمد فيه روبرت بروست على مسوّدات عديدة له فمارسيل لم يقم بوضع لمساته النّهائيّة عليه بسبب وفاته.

وعندما قامت دور النّشر فيما بعد بإعادة طباعته عاد النّاشرون إلى هذه المسوّدات فنجد لذلك بتايناً ملحوظاً واختلافاً كبيراً بين كلّ طبعة له.

ولم يكن حتّى عام 1984 هذا الجزء مترجماً إلى العربيّة بسبب حديثه عن مبادئ وأفكار ليهود باتت تعتبر حديثاً من الفكر الصّهيوني.

  • استعادة أزمنة كثيرة

دُقع الجزء الأخير من الرّواية للنّشر عام 1927 وهو أيضاً نُشر دون أن يقوم بروست بلمساته عليه رغم أنّه ألّفه تزامناً مع تأليفه للجزء الأوّل وعدّل عليه وأضاف كثيراً.

وقام روبرت بجمع المسوّدات ونشرها وهي تتدّث عن باريس خلال الحرب العالميّة الأولى، ولكن يُلاحظ في مقاطع عدم تساوٍ في الجودة.

مارسيل بروست .. بطاقة تعريف

فالانتين لويس جورجس إغوين مارسيل بروست هو الاسم الكامل لصاحب أطول رواية في التّاريخ عاش بين عامي 1871 و1922.

لأب يعمل خبيراً في علم الأمراض الوبائيّة وأمّ من عائلة يهوديّة ثريّة مولعة بالقراءة وتتقن الإنكليزيّة الّتي ساعدت ولدها على ترجمة ما يحتاجه من نصوص عنها.

عانى بروست من مرض الرّبو وهذا تسبّب له بانقطاعات في دراسته وتراجع فيها باستثناء دروس الأدب الّتي نال فيها جائزة مدرسيّة لتفوّقه،

فقد كان مولعاً بالقراءة فقرأ لفلبير وستاندال وجورج إليوت وتولستوي وغيرهم ممّا ساهم بتشكيل رؤيته الفنيّة في الأدب.

ورغم اعتلال صحّته لكنّه خدم في الجيش الفرنسي وهذا أكسبه خبرة لوحظت فيما كتبه في روايته عن الحرب والخدمة العسكريّة في الجزء الثّالث.

انتهت حياته على يد مرضه الرّبو الّذي أخذه عن عمر 51 عاماً بسبب تفاقمه الشّديد، ورحل تاركاً إرثاً من عمل روائي ضخم ودُفن في باريس.

آراء في الرّواية

هارولد بلوم قال أنّ الرّواية أصبحت “معروفة على نطاق واسع باعتبارها الرّواية الأساسيّة في القرن العشرين”.

ووصف غراهام غرين بروست بأنّه: “أعظم مؤلف في القرن العشرين” وقال سومرست موم عنها بأنّها “أعظم عمل خيالي”.

وبسبب ما ظهر من تأثّر لبروست بإيفلين ووه في روايته حفنة تراب في جانب المحاكاة السّاخرة فقد قال ووه: “قرأت كتابات بروست لأوّل مرّة… وأنا مندهش لأنّ كتاباته مهينة للعقل”.

وقال: “ما زلت اعتقد أنَّ بروست مجنون… يجب أن يكون بناء الرّواية معقولًا لكن هذا لا».

وفي رأي مشابه قال النّاقد كازوو إيشيغورو: “أريد أن أكون صادقاً تماماً فأنا أجد بروست مملّاً للغاية بصرف النّظر عن المجلّد الأوليّ له.”

ترجمات الرّواية

تُرجمت رواية بحثاً عن الزّمن المفقود لمارسيل بروست إلى العربيّة على يد المترجم السّوري إلياس بديوي بدعم ممّن تولّوا مسؤليّة النّشر مثل أنطون مقدسي وأديب الّلجمي.

ولكنّه استطاع أن يُتمّ ثلاثة أجزاء منها فقط هي الثّاني والثّال والرّابع في ثمانينيّات القرن الماضي قبل وفاته.

كما تُرجمت إلى الإنكليزيّة عدّة مرّات أولّها على يد مونكرييف الّذي ترجم ستّة أجزاء وتوفّي قبل إتمام السّابع، وأعاد بعده كلمارتين التّرجمة لكلّ الأجزاء.

وكلّفت دار بنجوين كريستوفر برندرغاست بترجمتها وأعيد نشرها عام 2002.

****

المصادر

المصدر 1     المصدر 2

****

إعداد: نور رجب

تصميم غرافيك: فريق حبر غرافيك.

****

واقرأ أيضاً في حبر أدب:

أدب الخيال العلمي .. رحلة في أصوله وأهم روّاده

قائمة بأهم الكتب الصّادرة عام 2019

جائزة كتارا بين مستحقّيها والسّاعين إليها

هاني الراهب .. روائيّ وحياة أشبه برواية..

قواعد العشق الأربعون .. عزفٌ منفرد على أوتار الروح ..

أثر الحداثة والمعاصرة في مجتمعنا

أبرز الرّوائيين العرب وأهم أعمالهم .. أسماء لمعت بحبرها

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة