• السّلام - حبر اون لاين

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. رحلة في أصول تحيّة الإسلام

من آداب التّواصل الفعّال لبدء أي حديث هو التّحيّة، بمعنى آخر أن تلقي السّلام على الآخرين، واختلفت هذه التّحيّة من ثقافة إلى أخرى ومن دين إلى آخر، فمنهم من يلقيها بالإشارة وآخرون إيماءً ومنهم مصافحة.

وقد اختار الله سبحانه وتعالى للمسلمين أجمعين تحيّة بقولهم: “السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته”. 

فلمَ عند اللقاء والوداع نبدأ ونختم بكلمة سلام؟ فهل نحن في حربٍ دائمة؟ وندعو لبعضنا الآخر بالسّلامة والسّكينة؟!

نعم يبدو أنّنا كذلك، ويبدو أنّ مقصلة الحرب قد أًطبقت علينا، بل ونثرت آخر حبّات رمل على بقايا جثّة السّلامة والسّكينة.

مصلوبون نحن في هذه الحرب وهي مصلوبة فينا، كأنّنا وإيّاها لنا قصد واحد، بل وسبيل واحدة، فتراها ترافقنا في كلّ رحلة نخطوها، وتراها تكون محطّة لنا عندما نحاول أن نأخذ غفوة عنها.

ومن هذه الرّحل رحلة البحث عن السّلامة الدّائمة والخير والسّعادة، ولكنّ هذا النّوع من السّلامة، لا يوجد سوى في الجنّة، وعند الحاكم العادل، حيث لا فقرٌ ولا مرضٌ ولا ضعفٌ ولا سقمٌ ولا أحزان، وبذلك نكون في دعاء لبعضنا الآخر بدخول الجنّة لنيل السّلامة الدّائمة.

تحقيقاً ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻟَﻬُﻢ ﺩَﺍﺭُ ﺍﻟﺴَّﻠَﺎﻡِ ﻋِﻨد ﺭَﺑِّﻬِﻢ ). [الأنعام آية 127]

السّلام في الّلغة:

ﺳَﻼﻡ  هو ﺃﻣﺎﻥ، ﺳِﻠْﻢ، ﺻُﻠْﺢ، وهو ﺍﻟﺴّﻼﻣﺔُ من كلّ مرضٍ وأذىً وضيمٍ ومشقّة، أي السّلامة المطلقة بكلّ مفاهيمها وحدودها، ﻭأيضًا هو ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏِ، و ﺍﻟﺴَّﻼَﻡ هو ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃَﺳﻤﺎﺋِﻪِ ﺗﻌﺎﻟَﻰ.

ﺍﻟرّﺣْﻤَﺔُ هي ﺍﻟﺨﻴرُ ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔُ الّتي نطلبها على الدّوام، وهي المغفرة، ﻭﺍﻟﺘّﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ الخطايا بطلب الرّحمة ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ.

كما نجد في قوله تعالى: ( ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺁﺗِﻨَﺎ ﻣِنْ لَدُنْكَ ﺭَﺣْﻤَﺔً ‏). [ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺁﻳﺔ 10]

البركة: هي النّماء ﻭﺍﻟﺰّﻳﺎﺩﺓ وﺍﻟﺴّﻌﺎﺩﺓ في كلّ أمرٍ في الحياة، وفي كلّ خير، وفي كلّ شيء نصادفه.

أصلُ ” السّلام عليكم ” وأوّل من قالها

أوّل من قال السّلام عليكم وتلفّظ بها هو أبو البشرّية سيّدنا آدم- عليه السّلام-، وقد جعلها الله تحيّته وتحيّة ذريّته من بعده، كما جاء في الحديث الشّريف:

حدّﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ بن جعفر، حدّﺛﻨﺎ ﻋبد ﺍلرّﺯﺍﻕ ﻋﻦ ﻣُعَمَّر، ﻋﻦ ﻫﻤﺎﻡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨّﺒﻲ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻗﺎﻝ:

ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ طوله ستّون ﺫﺭﺍﻋﺎً ﻓﻠﻤّﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﺫهب ﻓسلّم ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟئك ﺍﻟﻨّﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺟﻠﻮساً ﻓﺎﺳﺘﻤﻊ ﻣﺎ يحيّونك ﻓﺈﻧّﻬﺎ تحيّتك وتحيّة ﺫﺭيّتك ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴّﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺴّﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺰﺍﺩﻭﻩ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ.

تحيّتنا هذه لها محاسن عديدة, وشأن كبير وعظيم, فقد حثّ النّبي-صلّى الله عليه وسلّم- على إفشائها أينما حللنا، وأيضًا بعدم الرّد باستخدام تحيّات أمم أخرى، بل ويعدّ السّلام من خير الأمور في الإسلام, كما جاء في الحديث الشّريف:

حدّثنا عمرو بن خالد قال حدّثنا الّليث عن يزيد عن أبي الخير عن عبد لله بن عمرو رضي الله عنهما أنّ رجلا سأل النّبي صلّى الله عليه وسلّم أيّ الإسلام خير؟ قال: تُطعم الطّعام وتقرأ السّلام على من عرفت ومن لم تعرف.

****

المصادر :

معجم المعاني

صحيح البخاري

القرآن الكريم

****

إعداد: مصطفى عماد المصري.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: رهام حجلاوي.

****

واقرأ أيضاً في حبر مهارات:

السّرّ الكامن في عدم النّسيان

أساليب التّعليم.. هل تصلح كلّ أساليب التّعليم لكلّ الطّلّاب بمختلف أعمارهم وشرائحهم؟

تمكين الشّباب قضيّة بين الحلم والواقع

مفهوم الزّواج وأساب تساقط مبادئ تكوينه .. الجزء الأوّل

كيف تكسب ثقة نفسك ؟ .. هل هذا ممكن؟

ما هو الفرق بين القائد والمدير ؟؟

لكلّ طالب .. هذه النّصائح ستجعلك تحبّ الدّراسة وتستمتع بها

السّرّ لتكون “معماري ناجح”: اعرف شيئاً عن كلّ شيء.. وكلّ شيء عن شيء”

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة