• إنترنت الأشياء - حبر أون لاين

مع اعتماد إنترنت الأشياء تزداد شفافية سلسلة الإمداد

عندما يتعلّق الأمر بمدى الرّؤية والشّفافيّة الشّاملة في سلسلة الإمداد تهتاج عاصفة كاملة.

فتلبيةً لمطالب المستثمرين بمتابعة شركات الأعمال والعلامات التّجاريّة الّتي يوظّفون أموالهم فيها في كّل لحظة، تمّ توظيف العديد من التّطوّرات التّقنيّة الحديثة لمراقبة سلسلة الإمداد وإحكام السيطرة عليها، وذلك لجعل الأمر أكثر سهولةً وكفاءة.

فهذه الأمور مجتمعةً تعمل على تعزيز مرحلة التّغيير.

فعلى سبيل المثال فالمستثمرون اليوم هم أكثر اهتماماً بالاستدامة والممارسات الأخلاقيّة للعلامة التّجاريّة الّتي يدعمونها.

فإذا ما كانت الشّركات لا تستمدّ الموادّ والبضائع من مصدر ذو سمعة حسنة، أو كانت تستخدم وسائل ضارّة بالبيئة عندها يعزف المستثمرون عن الاستمرار في الاستثمار فيها.

كما وجد استطلاع لمؤسّسة “نيلسن” المتخصّصة في مجال الأبحاث التّسويقيّة أنّ 66% من المستجيبين للاستطلاع على استعداد لدفع المزيد لمنتج أو خدمة إذا ما علموا أنّ الشّركة المقدِّمة لها تكرّس نفسها وتعمل على تحسين مخرجاتها الاجتماعيّة والبيئيّة.

لكن ماذا عن التّكنولوجيا؟ ماذا عن التّطوّرات الّتي تعزّز النّشاط الصناعي أو تدفع به ليكون أقرب للرّؤية والشّفافيّة الكاملة؟

وإليك خمساً منهم:

1- الأجهزة المتّصلة والمتاحة لـ ” إنترنت الأشياء “

إنترنت الأشياء ؟؟

هل سمعتم بهذا المصطلح سابقاً؟!

إنترنت الأشياء Internet of Things تدعى اختصاراً IOT وهي شبكة من الأجهزة المادّيّة تحتوي على أجهزة استشعار قادرة على الاتّصال بالإنترنت.

تعمل على دمج كلّ ما حولنا بأجهزتنا الذّكيّة، وتمكّننا من التّحكّم بكلّ الأمور الّتي تهمّنا كإطفاء الفرن عن بعد بدلاً من العودة جرياً إلى المنزل في حال نسيانه.

أو أن تطمَئِنّ عن طفلك عبر توفير معلومات فوريّة عن تنفّس الطّفل، ودرجة حرارته، بالإضافة إلى مستوى نشاطه على هاتفك الذّكي.

فمن المرجّح أنّ عدد الأجهزة ذات جاهزيّة الاتصال بالإنترنت سيزداد إلى ثلاثة أضعاف عدده الحالي مع حلول عام 2020 – إذ سيوجد حينها ما يقارب الـ 20.4 مليار جهاز متّصل بالإنترنت حول العالم.

لذا وفي حال أقرّينا أنّ إنترنت الأشياء والأجهزة ذات جاهزيّة الاتّصال بالانترنت في ارتفاع، وأنّ هذا الارتفاع حقيقيٌّ في العديد من الصّناعات.

فكيف لذلك أن يؤثّر على سلسلة الإمداد؟ متى وأين ستساهم هذه التّكنولوجيا في الشفافية؟

ستجد الإجابة في التقنيات الّلاحقة…

2- تحسين الاتّصالات والتّحديثات

يمكن أن تُستخدم مستشعرات إنترنت الأشياء وأجهزته لرصد معلومات حول عملياّت متفاوتة المراحل وتجميعها بشكل لحظي.

إذ يساعد ذلك بشكل خاص كلّ شخص معنيّ بسلسلة الإمداد؛ وذلك بإبقائه على اطّلاع بأحدث التّطوّرات. قد يبدو ذلك سهلاً للغاية إلّا أنّه من أكثر العوامل المساهمة أهميّة عند استخدام التّكنولوجيا.

تخيّل معنا أنّك تاجر تتعامل مع شركة تشحن بضائع سينتهي بها المطاف لتصطفّ على رفوف متجرك وبعدها إلى أيدي زبائنك..

قبل كلّ ذلك على الأقل ستكون قد من يد هذا إلى يد ذاك ستّ مرّات – وربّما أكثر – من باعة ومتعهديّ الشّحن وفرق ضمان الجودة وحتّى تجّار التّجزئة أنفسهم إذ لكلّ منهم إجراءاته الخاصّة وسياساته..

يمكن لكلّ من إنترنت الأشياء والأجهزة المتّصلة أن تساعد ليس في تحسين السّرعة والكفاءة في هذه العمليّة وحسب، بل أيضاً ستعزّز من التّواصل بين الأطراف في سلسلتك القياسيّة.

فعلى سبيل المثال يمكنك كبائع أن ترصد مكان الشّحنة الحالي – عبر تقرير عن بيانات الموقع من مستشعرات إنترنت الأشياء – على عكس المراسلة أو الاتّصال بالأطراف ذات العلاقة.

هذا بالطّبع مثالٌ سطحي، فهناك حقيقة أنَّ الرّؤية المحسّنة تعني شحناً أفضل من جهة سلامة البضائع أو المنتجات.

ففي الصّناعات الغذائيّة خصوصاً يمكن لذلك أن يشكّل نفعاً كبيرأ عند التّعامل مع المنتجات المُعرّضة لأن تفسد، ممّا يمكّنك من تحديد موقع هذه المنتجات وتعقّبها آنيّاً من الّلحظة الّتي غادرت فيها المصدر وعلى طول طريقها إلى أن تصل إلى رفوف المتجر.

3- إدارة المخزون وتقديره

يمكن للأجهزة الذّكيّة ومستشعرات إنترنت الأشياء رصد المخزون بشكل مستمر، فمع بضائع معيّنة يوجد وقت مُعيّن لفساد بعضها أو تضرّره أو حتّى فقده.

حيث ستقوم الأنظمة المدعّمة بإنترنت الأشياء بإرسال تقارير عن هذه المعلومات بشكل آني. ممّا يعني أنّه بمقدور الباعة وتجّار التّجزئة أن يكونوا أكثر تنبّهاً بمدى صلاحيّة الحمولة القادمة إليهم.

يضاف إليه إمكانيّة جميع الأطراف المشاركة على طول السّلسلة أن تكون أكثر تنبّهاً؛ وذلك بفضل الإحاطة بالمعلومات الّلازمة – فمعرفة متى ومن أين تأتي بضائع معيّنة يعدّ أمراً بالغ الأهميّة.

كما أنّ مسألة تغيّر الطّلب في السّوق بشكل غير اعتيادي وغير متوقّع – ارتفاع أو انخفاض – يمكن لذلك أن يولّد طفرة مفاجئة في السّوق.

هنا يمكن لعمليّات إدارة المخزون الأكثر كفاءة ودقّة أن تحقّق نفعاً في سيناريوهات مماثلة، بحيث تُمكّن المرتبطين بهذه المسألة أن يرفعوا أو يخفضوا من الأسعار اعتماداً على اتّجاهات السّوق بفعاليّة أكبر.

4- تعزيز إدارة الأسطول

بالتّأكيد يجب أن تُنقل البضائع والمنتجات بطريقة ما أليس كذلك؟ سواء أكان ذلك عن طريق شاحنات طرقيّة أو سفن التّخزين الضّخمة أو عن طريق القطارات أو حتّى الطّائرات.

هنا يكون نظام النّقل الآمن أو نظام إدارة الأسطول أمراً ضروريّاً للرّصد والتّحكّم بهذه الجزئيّة من سلسلة الإمداد.

فيمكن لمستشعرات إنترنت الأشياء ومستشعرات الـ GPS الموضوعة ضمن المركبات أن تساعد مدراء الأسطول بمتابعتها من خلال التّحديثات الّلحظية بحسب مكانها المتواجدة فيه.

كما يتيح الرّصد الآني توقّعات لوقت الوصول والتّسليم والمدّة الّتي سيستغرقها الشّحن، إضافةً إلى العديد من العوامل الّتي ستغيّر أو تعدّل على بيانات هذه التّوقّعات.

فعلى سبيل المثال قد تسبّب حالات الازدحام والحوادث تأخّراً ملحوظاً ممّا سيؤثّر على جميع أطراف سلسلة الإمداد، وفي هذا الصّدد يتيح إنترنت الأشياء تواصلاً أفضل بين أطرافها.

فقد لا يستطيع وكيل التّوزيع دائماً الاتّصال أو مراسلة البائع الّذي سيستلم الشّحنة، وإطلاعه على التّأخير الحاصل ليستطيع التّلاؤم وفقاً لهذا التّأخير.

لكن مع إنترنت الأشياء فميزة بقاء جميع الأطراف على اتّصال وتنبّه تعني أنّ الأطراف أصحاب الشّأن يستطيعون بكلّ بساطة تلقّي التّحديثات عن التّأخير بشكل أوتوماتيكي.

5- رؤى واستمراريّة المَصنع أو المؤسّسة

في بداية كلّ سلسلة إمداد نجد الشّركة المصنّعة أو المطوّرة للسّلع المذكورة. فإذا واجهت هذه الشّركة أيّة معوّقات أو مشكلات فإنّ ذلك سيؤثّر على جميع الأطراف على طول السّلسلة.

فإنترنت الأشياء يستطيع أن يساهم على صعيد التّطوير في إدارة العمليّات الإنتاجيّة والآليّات التّصنيعيّة المختلفة والمرتبطة بالسّلسلة.

لنتخيّل معاً وجود جهاز يمكنه الكشف عن أيّ خطأ محتمل، ومن ثمّ إرسال التّحديثات الملائمة إلى الفنّيين التّقنيين الّذين سيقومون بالصّيانة الوقائيّة الّلازمة، وكلّ ذلك يتمّ لضمان سير العمليّات والأنظمة المتعلّقة بها قيد العمل.

قد يسهم ذلك في التّخلّص من الوقت الضّائع في الأعطال عبر مساعدة جميع الأطراف على المضي قدماً في السّلسلة كما يحدّ من ارتفاع مصاريف التّشغيل.

سيحسّن إنترنت الأشياء من سلاسل الإمداد الحديثة

ففي النّهاية دائماً ما تكون المعلومات الأكثر جودةً ودقّة لما يحصل في نشاط صناعي أو عمليّة معيّنة ذات فائدة، وهذا بالضّبط ما سيوفّره كلٌّ من إنترنت الأشياء والأجهزة المتّصلة.

****

رابط المقال الأصلي بالّلغة الإنكليزيّة: هنا

****

ترجمة: آلاء أبودي.

مراجعة علميّة: ميس شنن.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

واقرأ أيضاً في حبر أعمال:

أهم اتّجاهات سلسلة الإمداد والتي من شأنها أن تؤثّر على إدارتها في عام 2018 – الجزء الأوّل

أهم اتّجاهات سلسلة الإمداد والتي من شأنها أن تؤثّر على إدارتها في عام 2018 – الجزء الثّاني

 أهم مجلّات إدارة سلسلة الإمداد لعام 2018

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة