ماردي الأليف
ماردي الأليف
يقطنُ في دهاليز مخيِّلتي ماردٌ مرعبٌ أليف
أوجدته منذ عقدٍ من الزّمن
كنتُ يافعة جدّاً .. وحيدة جدّاً
ومحشورةً بزاوية المصباح الحالك ألتمس نوراً قالوا أنّه بداخلّي
ها قد عاد ..
أحسُّ بيده الأثيريّة تُربت على كتفي
-أتيتَ إذاً
-أتيتُ إذاً
-ما الذي يشغلُ تفكيرك؟
-الموت .. ومابعده
الحياة .. وما قبلها ماردي
أزيدُ عن العشرين بثلاث سنواتٍ عجاف، وأفكّر بالموت بكلّ تلك الكثافة
أطبيعي هذا؟!
-أطبيعي ماذا ..
-حقّاً
-حقّاً
-وأنت؟
-وأنا ..
-بماذا تفكّر؟
-بالصّدى
بكوني مرآتك .. أقرؤك وأسمعك وتجيبين فأجيبك
-حقّاً وما أنت؟!
-وما أيّ شيء ..
-حقّاً
-حقّاً ..
-ألا تخافين؟
-منك؟ .. اعتدتك
وذاك مايخيفني حقّاً، فالاعتياد على شيءٍ مرعبٍ مثلك هو شيءٌ مرعبٌ حقّاً!
-وأنت ألا تخاف؟ من كونك مجرّد صدى؟!
-اعتدت .. والاعتياد على شيءٍ مرعبٍ كهذا هو شيءٌ مرعبٌ حقّاً!
-” يعتادُ الإنسان على كلّ شيء ، يا له من حقير!”
-والمارد أيضاً
-أيضاً ..
****
بقلم: تقوى مليّس.
تصميم غرافيك: ديمة عدل.
****
واقرأ أيضاً في حبر أفكار:
****
واقرأ أيضاً لتقوى مليّس:
بـعيوبك الصّغيرة .. بـأحلامك الثّقيلة .. بـصفاتك المنفردة .. بـنكاتك السّخيفة المضحكة ..وقصصك المكرّرة
بـجدّيّتك المفاجئة.. بـحزمك القاسي.. بـلينك الطّاغي المزيد
ببلدٍ قائم على الآثار.. قد ولّى آثاراً ..
وحدي أنطوي بإحدى الزّوايا الحّادة أذكُرك
لتنساني أنت .. هناكَ حيث الفضاء الرّحب .. ببلدٍ كلّ ما فيه مخالف للطّبيعة .. المزيد
كلانا يَعلم .. كلانا يُنكر
كلانا صَعب .. صعبٌ جدّاً
فالمعارك مُغرية .. كلانا يقتاتُ على جروحه ..
بقضبان من أثير .. كلانا يحافظ على روحه .. كلانا يطيلُ النّظر .. المزيد
وكلّما همستُ للقمر بليلةٍ صيفيّة كهذه .. ذاك السّؤال المفخّخ
(تُراه ماذا يفعل الآن؟ أتَراه؟)
يشعُّ القمر أكثر .. وأكاد أقسم بنوره أنّي قد لمحتُ وجهك في السّماءِ لثانية ..
يتواطأ القمرُ معي أَرأيت؟ المزيد
فلنكن عادييّن .. أريد لقصّتنا أن تكون عاديّة
فلنكن مكرّرين .. ما خطبُ التّكرار إن كان وَقْعُه يُعجبك ؟!
مجرّد فتاة عاديّة قابلت فتى عاديّاً وقعا بحبّ عادي .. لم يستهلكوا بعضهم البعض المزيد
****
تابع حبرنا عبر