كنت ممتلئة بك ومنك
كنت ممتلئة بك ومنك
كنت أرسمك كلوحة فنية … أنتقي ألوانها بعناية.. أتأملها
كنت أولى خيباتي وآخرها
روايتي الأولى وخاتمتها
من أهديته أولى صفحاتها
إلى أن بعثرتها في لحظة صمت بيديك
مزقت غلافها وأوراقها … ووأدت معانيها
كحلم عابر رأيتك
انتفضت … ذعرت … ودعوت
لم أدعُ حينها بأن يذهب الحلم لو كان سوءاً
بل دعوت أن تأتي إلي لو كنت خيراً … بل بخيرك وشرك
على رصيف الذكرى
أن تنظر لي كمسافر رأى وطنه بعد غياب طويل
** كنت ممتلئة بك ومنك **
أغلقت خلفك جميع الصفحات
وأودعت كتابي منسياً على الأعتاب
وصحوت من سكرة الذكرى التي وضعتني فيها وغادرتك
وتركت خلفي كتابي.. روايتي.. وجميع الأبواب
وأخرجتك من رأسي.. قلبي … حبري ومن كل اللغات
وعرفتك من جديد
كطفل بدأ يحبو على قلبي
يكبر يتلعثم وينطق مرات
ويتعكز على عمري
وأنسى همومي على شاطئيك
وأبحر بين ذراعيك
وأحبك مرة.. وألونك مرة.. وألفظك مرات
** كنت ممتلئة بك ومنك **
تحملني كل الخطايا إليك
فأنت طهري.. ذنبي.. وجميع الدعوات
ذلك الضوء في آخر الازقة والممرات
شمس تسطع على عالمي وتقلب ثوانيه ساعات
رجل أرى بعينيه نفسي مجردة من جميع الترهات
طفل أرتمي ببن ذراعيه وكأنه آخر المحطات
موطن أحط الرحال به وأخبره بدونه كم هي متعبة المسافات
****
بقلم: مروه الأدهم.
تصميم غرافيك: فريق حبر غرافيك.
****
واقرأ في حبرنا لمروة الأدهم:
****
واقرأ أيضاً في حبر أفكار:
الانتحار الّلذيذ – المشهد الأوّل
الانتحار الّلذيذ – المشهد الثّاني
الانتحار الّلذيذ – المشهد الثّالث
****
تابع حبرنا عبر