• قواعد العشق - حبر أون لاين

قواعد العشق الأربعون .. عزفٌ منفرد على أوتار الروح ..

يقول شمس التبريزي: “حياتك حافلة مليئة كاملة، أو هكذا يخيل إليك حتى يظهر فيها شخص يجعلك تدرك ما كنت تفتقده طوال هذا الوقت مثل مرآة تعكس الغائب لا الحاضر، تريك الفراغ في روحك، الفراغ الذي كنت تقاوم رؤيته”.

عن الحب وجوهره وماهية العشق “الإلهي”  تدور أحداث هذه الرواية الصوفية البديعة للروائية والكاتبة “إليف شافاق” والتي تأخذك لتحلق بك في سموات بعيدة في جو روحاني ينأ بك بعيداً عن الماديات التي ينغمس بها العالم، تجعلك تقفز بروحك كعصفور من غصن إلى غصن.

للرواية فصول خمس تتجلى بـ “الأرض والماء والريح والنار والعدم” تُختتَم بالقاعدة الأربعين من قواعد العشق ” لا قيمة للحياة بدون عشق”.

ما يميز هذه الرواية ” قواعد العشق الأربعون ” أن الكاتبة سارت في أحداثها في خطين زمنيين متوازيين لتمزج بينهما في احترافية عالية..

الخط الزمني الأول

يمثل الأحداث التي تمر بها إيلا وهي سيدة أمريكية يهودية على مشارف الأربعين تعيش حياتها الرتيبة العادية مع أبنائها وزوجها “ديفيد” طبيب الأسنان الناجح، وبحكم عملها في دار نشر أرسلت اليها رواية لتكتب عنها تقرير كانت تلك رواية “الكفر الحلو” لمؤلفها عزيز وهي الرواية التي تنقلك إلى:

 الخط الزمني الثاني

في القرن الثالث عشر وتحكي رحلة شمس التبريزي (الصوفي الدرويش الجوّال) التي تمتد من سمرقند وبغداد إلى قونية التركية مروراً بدمشق،

بعد أن طلب من الله أن يساعده لينقل حكمته التي جمعها من تنقلاته وطوافه في أرجاء العالم إلى الشخص المناسب ليحدث اللقاء العجيب بين الفقيه جلال الدين الروميوالصوفي “شمس التبريزي”

وما تلا ذلك من أحداث عاصفة انتهت بحدث حوّل الرومي من رجل دين عادي إلى شاعر يجيش بالعاطفة وصوفي ملتزم وداعية إلى الحب فابتدع رقصة الدراويش وتحرر من جميع القيود والقواعد التقليدية.

من بداية الرواية حتى نهايتها ترافقنا ” قواعد العشق الأربعون  التي يخبرنا بها شمس التبريزي، تلك القواعد التي جعلت من الرواية عالماً مميزاً وراقياً حيث تجعل قارئها يعيش رحلة روحية أدبية ساحرة.

حين تقرأ هذه الرواية لابد أنك ستقرأ نفسك بين سطورها وصفحاتها، فلابد أن إحدى شخصياتها هي “أنت”، ما بين إيلا وعزيز وشمس وجلال كيرا كيميا علاء الدين وسلطان ولد والبغي وردة الصحراء وسليمان السكران وحسن المتسول والسيد والتلميذ وحسام التلميذ والمتعصب وبيبرس”حيث أن كل شخصية من هؤلاء تمثل شريحة من المجتمع.

رواية أشبه ما تكون بعزف منفرد على أوتار الروح.. تدعوك لتنفرد بروحك برقّة وتخلو بها بعيداً عن عالم الماديات.. وتقترب من عالم الحب..

يؤخذ على هذه الرواية عرضها لبعض من شطحات الصوفية.

لا ننسى أخيراً أن نرفع القبعة لمترجم الرواية “خالد الجبيلي” صاحب اليد البيضاء في إيصال أفكار الكاتبة بالشكل السليم لغة ً وفهماً دون أن يسلب العبارات روحها المتّقدة ودون أن يُشعر القارئ بثقل المتَرجَمات.

****

إعداد: منال مكتبي.

تصميم غرافيك: علا حموي.

****

واقرأ أيضاً في حبر أدب:

أثر الحداثة والمعاصرة في مجتمعنا

أبرز الرّوائيين العرب وأهم أعمالهم .. أسماء لمعت بحبرها

مشكلة الأفكار في عالمنا.. ودعوة لحلها..

رضوى عاشور .. زوجة الأديب.. وأمّ الشاعر.. رحمكِ الله..

ماذا قال حبر الرّوايات في 2018؟.. أهم الرّوايات العربيّة الصّادرة عام 2018

الحبّ بين الواقع والخيال .. قراءة نقديّة

مفهوم الثّقافة الدّينيّة وحضوره في الأدب

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة