تمكين الشّباب.. قضيّة بين الحلم والواقع

قضيّة تمكين الشّباب تعدّ من أهمّ القضايا الّتي تهتمّ بها الأمم والدّول؛ لأنّهم عصب الأمّة وصمّام الأمان فيها، وساعدها القويّ في النّمو والتّقدّم والرّقي والعزّة.

إذ تقع على عاتق الشّباب مسؤوليّة النّهوض بالبلاد؛ فهم القوّة العاملة صاحبة الكفاءة والاندفاع.

آليّات عمليّة تمكين الشّباب

ورغم القدرة الفائقة الموجودة عند الشّباب على الأخذ بزمام الإبداع، فإنّ عمليّة تمكين الشّباب يجب أن تتمّ من خلال آليّات تفعيل وتشغيل الكوادر الشّبابيّة، وتنمية مهاراتهم لاستثمارها بشكل مدروس في فن الحياة، إذ يعدّ حسن استثمار طاقة الشّباب بداية تمكين المجتمع وتنميته.

ويصبح حلم الشّباب حقيقة عندما تكون الدّول داعمة ومساندة لفئة الشّباب، فتشجّع مواهبهم للوصول إلى قمّتها في العطاء والإبداع والافتخار بإنجازاتها.
فالشّباب هم أكثر من نصف الحاضر وهم كلّ المستقبل، وترجمة هذا الأمر على أرض الواقع تحتاج الى عمل حقيقي واستراتيجيّة مكانيّة، وسياسات رصينة، وتشريعات وقوانين معيّنة وآليّات عمل قويمة.

أي لا بدّ من اتّخاذ القرارات الفعليّة والاهتمام الحقيقي بالعمل على تمكينهم، ودفعهم للمواقع القياديّة المختلفة (كمؤسّسات الدّولة وقطّاعاتها)، وذلك لبروز دورهم المتطلّع إلى مستقبل مشرق.

كما يجب أن تكون قضيّة تمكين الشّباب مشروعاً قوميّاً لوضعهم على المسار الصّحيح والتّأكيد على بناء صفّ من القيادات الشّبابيّة الرشيدة القادرة على العطاء وتحمّل المسؤوليّة في أحلك الظّروف وأصعبها.

أهميّة تمكين الشّباب وتاريخ هذه القضيّة

إنّ انفتاح كثير من البلدان وشبابها على تجارب سياسيّة مختلفة مكّن شبابها من تحقيق إدارة سياسيّة والوصول إلى نجاحات ملفتة.

فنمت القوّة الكامنة بين الموجود والمنشود، بين ما يسود في الواقع وبين ما حلم به الشّباب.

فعلى سبيل المثال، عندما نقرأ عن شابّ لا يتجاوز عمره (29) عاماً بأنّه تعيّن وزيراً يتبيّن أنّ السّنّ أو انعدام التّجربة لا يمثّلان عائقاً أمام تحمّل المسؤوليّات فعمق المسألة وجوهرها هو عمليّة التّمكين.

فالشّباب أكثر فهماً للغة العصر واحتياجاته السّياسيّة والاقتصاديّة والتّكنولوجيا، وتمكينهم وتنمية مهاراتهم وفق استراتيجيّات واضحة ودقيقة سيكون من شأنه بلورة إبداعهم في تقديم بدائل حقيقيّة لمشاكل الواقع قد تعجز العقول عن تقديمها.

على مدى سنوات طويلة تضاءل حجم قضية تمكين الشباب لكن المحاولات مازالت مستمرة فيها.

وهذا نراه في سنة 2018 في العراق مثلاً، حيث انتقلت قضيّة تمكين الشّباب من القول إلى الفعل، وذلك بترشيح بعض الشّباب إلى الانتخابات البرلمانيّة.

وهذا يدلّ على امتلاك أدوات التّفكير والتّطوير في معرفة قدرات الشّباب وعزيمتهم وبالتّالي تقديم الدّعم لهم.

تمكين الشّباب بين الحلم والواقع، يعني فتح الأبواب المؤصدة في وجوههم، والثّقة بقدراتهم والاطمئنان إلى فهمهم للواقع، ودعم طموحهم المشروع والرّشيد إلى أن يحقّقوا الإنجازات لوطنهم.

فحلم نهضة الأمّة العربيّة ينبغي له أن يشغلنا جميعاً من المهد الى الّلحد، ولن يكون ذلك إلّا بسواعد الشّباب وتمكينهم.

****

إعداد: إسراء جعفر.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: ميس شنن.

****

واقرأ أيضاً في حبر مهارات:

السّرّ الكامن في عدم النّسيان

أساليب التّعليم.. هل تصلح كلّ أساليب التّعليم لكلّ الطّلّاب بمختلف أعمارهم وشرائحهم؟

****

تابع حبرنا عبر:

  twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة