• الكيميرا البشريّة/الحيوانيّة ..هل يمكنها صنع أعضاء بشريّة!؟ - حبر أون لاين

الكيميرا البشريّة/الحيوانيّة ..هل يمكنها صنع أعضاء بشريّة!؟

الكيميرا..

يعاني الكثير من المرضى الّذين يخسرون أعضائهم نتيجة عدم قدرتها على العمل من عدم وجود بديل لهذه الأعضاء.

فهل سمعت من قبل عن صنع نماذج حيوانيّة تمتلك نسجاً بشريّة؟؟ 

وهل من الممكن للحيوانات الكيميريّة صنع أعضاء بشريّة؟

أو إيجاد تقنية يمكن استخدامها في صنع أعضاء متوافقة جينيّاً مع مريض محدد ؟؟

لنجيب عن هذه الأسئلة ونتعرّف في هذا المقال عمّا أجراه الباحثون حول إنتاج أعضاء بشريّة بديلة من نسج حيوانيّة.

فما هي الكيميرا البشريّة/الحيوانيّة وكيف تؤدّي إلى صنع أعضاء بشريّة ؟؟

        هي عبارة عن حقن خلايا جذعيّة بشريّة ضمن أجنّة حيوانيّة، ما قد يؤدّي إلى تشكيل أجنّة تمتلك مجموعتين مختلفتين من الخلايا؛ مجموعة بشريّة وأخرى حيوانيّة.

        ونشر باحثون في مجلة (Science) مقالاً علميّاً يبحث محتواه عن إمكانية صنع نماذج كيميريّة حيوانيّة جديدة تمتلك نسجًا بشريّة،

هدفها دراسة بعض الأمراض البشريّة الوراثيّة بشكل أفضل، وإيجاد أدوية معالجة لهذه الأمراض، ومعرفة قدرة هذه الحيوانات على تشكيل أعضاء بشريّة يمكن زرعها في المرضى المحتاجين،

فقد يكون من الممكن توليد موارد غير محدودة من الأعضاء البديلة العلاجية، باستخدام كيميرا خنزير أو خروف، بحسب ما تقوله الدّراسة.

        إذ يكمن الهدف النّهائي لهذا المشروع بإيجاد تقنية يمكن استخدامها في صنع أعضاء متوافقة جينيّاً مع مريض محدّد، وذلك بإدخال خلايا جذعيّة عائدة له في الكيميرا المصنوعة.

        وللتّأكد من تطوير الحيوان الكيمري لأعضاء بشريّة محدّدة فقط، سيقوم العلماء أولّاً بهندسة جينيّة لجنين الحيوان حتّى يتمكّن من إنتاج العضو المرغوب، ثمّ إضافة خلايا جذعيّة تابعة للمريض.

إذاً هل من الممكن أن تقدّم الكيميرا الهجينة فوائد طبّيّة في صنع أعضاء بشريّة ؟

        هذا ما نشره باحثون من معهد (Salk) للدّراسات البيولوجيّة في دراسة لهم عام 2017، تضمّنت إنماء أجنّة ابتدائيّة حاوية على خلايا بشرية وخنزيريّة معًا،

وذكروا أنّ بإمكان الكيميرا البشرية/الحيوانية أن تقدّم يومًا ما وسائل لزرع الخلايا، والنّسج والأعضاء البشريّة في الطّب المتجدّد.

        بدايةً، قام “إيزبيزوا” وزميله من فريق علماء معهد (Salk) بصنع كيميرا جرذ/فأر بإدخال خلايا جرذيّة إلى أجنّة فأريّة وتركها تنضج،

وقد تمكّن علماء آخرون من صنع كيميرا جرذ/فأر عام 2010 تتألّف من فأر حامل لأنسجة بنكرياسيّة مكوّنة من خلايا جرذيّة.

        وقد أُجريت تجربة الفريق باستخدام تقنية كريسبر (CRISPR) للتّعديل الجينومي للخلايا الفأريّة، حيث تمّ حذف جينات ترمز لتطوير عضو ما محدّد، كالقلب أو البنكرياس أو العين، ومن ثمّ أدخلوا خلايا جذعيّة جرذيّة للأجنّة الفئران.

        وكانت الخطوة التّالية للفريق هي إدخال خلايا بشريّة في كائن حيّ آخر،

وقرّروا استخدام أجنّة بقر وخنازير كمضيفين؛ لأنّ حجم أعضاء هذه الكائنات مشابه لأعضاء البشر أكثر من الفئران،

لكنّهم ركّزوا في دراستهم على الخنازير نظرًا لصعوبة وتكلفة دراسة الأجنّة البقريّة.

        ومن العواقب الّتي واجهت العلماء في دراستهم البعد التّطوّري بين الخنازير والبشر الّذي يفوق البعد بين الفئران والجرذان بخمس مرّات،

بالإضافة إلى أنّ فترة الحمل لدى الخنازير تبلغ ثُلث الفترة عند البشر،

فاضطرّ الباحثون إلى إدخال الخلايا البشريّة بالتّوقيت المثالي لمطابقة المرحلة التّطوريّة للخنزير.

        وبالنّتيجة نجحت التّجربة وشكّلت أجنّة كيميريّة من إنسان وخنزير معًا،

ثمّ زُرعت هذه الأجنّة في إناث خنازير بالغة، وتُركت لتتطوّر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع.

        لكن، وبحسب “جان وو”، بالرّغم من استخدام أفضل الخلايا الجذعيّة البشريّة أداءً، لم يكن مستوى مساهمتها في الجنين الكيمري كبيرًا،

ويُخشى أن يرفض الجسم البشري أعضاء جنين كهذا نتيجة غلبة الخلايا الحيوانيّة فيه، بينما اعتبر “إيزبيزوا بيلمونتيه” ذلك خبرًا سارًّا.

        وأخيراً بعدما تأكّد الباحثون من نجاح هذا المشروع، قالوا بأنّه يمكن تطوير الفعاليّة وتوجيه الخلايا البشريّة إلى تشكيل أعضاء محدّدة في الخنازير،

وإجراء ذلك من خلال تقنية كريسبر لتعديل جينوم الخنزير كما تمّ عند الفئران،

فهل سيكون هناك وجود طبيعي للكيميرا البشريّة؟؟

 

إعداد: نسرين قصّاب.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: ميس شنن.

 

واقرأ أيضاً في حبر علوم:

الكيميرا في جسم الإنسان.. عند من توجد.. كيف توجد.. وما دورها؟

 

تابع حبرنا عبر:

  twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة