• المظاهر - حبر أون لاين

أين تكمن قيمتك بعيداً عن المظاهر ؟

كم مرّة تحدّثت أمام الجميع عن ماركة ساعتك أو معطفك وأنّك لا تشتري إلّا من ذاك المكان ليس لجودته إنّما للمفاخرة فقط وحب المظاهر ؟!!

كم مرّة قلت بأنّك تجلس في المكان الفلاني للمفاخرة أيضاً؟!!

كم مرّة تستطيعين الخروج من المنزل على طبيعتك بدون أن تضعي أيّ نوع من مساحيق التّجميل على وجهك وأنت واثقة؟!!

كم مرّة تشعر أو تشعرين أنّكم مقيّدون لأسباب كثيرة بسبب تلك الأفكار المزعجة؟ وكم مرّة تشعر أنّ هناك جبل كبير وتراكم هائل من تلك القيود بينك وبين نفسك ؟

أسئلة كثيرة يجب أن نسألها لأنفسنا كلّ يوم لنتأكّد إن كنّا مصابين بمتلازمة أزمة حب المظاهر أو “البريستيج” كما يسمّونه.

ما هو البريستيج أو حب المظاهر وما هي الأسباب بحسب وجهة نظر الشّباب اليوم ؟

البريستيج هو عدم المصالحة مع الذّات في الواقع، وحبّ المظاهر هو أن نركض وراء إرضاء فكرة النّاس عن أنفسنا، وعدم التّصرّف على طبيعتنا.

وحبّ المظاهر إمّا أن يفرضه الإنسان على نفسه، أو يفرضه عليه مجتمعه، وهو يقيّد الرّوح بقوانين زائفة لإرضاء الغرور لا أكثر.

أمّا عن أهم أسبابه حسب استطلاع أجريته على عيّنة من طلّاب الجامعة فكانت أهمّ الأسباب من وجهة نظرهم:

1ـ الشّعور بالنّقص وضعف الثّقة بالنّفس ومحاولة تعويض ذلك الفراغ الدّاخلي بالمبالغة بتلك المظاهر الخارجيّة.

2ـ محاولة إثبات الذّات والتّميّز عند الاشخاص الّذين لا يعرفون قيمة ذواتهم وقيمة القدرات الّتي يمتلكونها.

3ـ تكبّر عند البعض ليُشعروا الآخر بعدم قدرته على امتلاك تلك الاشياء باهظة الثّمن.

4ـ الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تؤثّر تأثيراً كبيراً بالنّاس وتوجّه اهتماماتهم.

5ـ الانفتاح وعدم القناعة بالأمور البسيطة.

ولربّما النتائج كانت الآراء بأنّ التّظاهر والتّفاخر بأي شيء يعيد هذا التّوازان النّفسي والاجتماعي المفقود أصلاً، ويجعلنا نتماشى مع ما يسمّى “الموضة” فنقلّد كلّ شيء تقليداً أعمىً لنعيد هذا التّوازن لأنفسنا.

وقد يكمن الحل في التّنشئة الاجتماعيّة من الأساس، وزرع الثّقة بالنّفس عند الأطفال، وتنمية المهارات القياديّة عندهم لكي لا يمشوا وراء أيّ شيء فارغ وسطحي.

ولربّما كانت الفتيات أكثر عرضة للتّأثّر بهذه الظّاهرة، وخصوصاً عندما نرى أنّ أغلب النّساء لا يستطيعون الخروج من المنزل للعمل أو الدّراسة أو أي مكان إلّا بوضع الماكياج لإخفاء عيوب الوجه، وهذا الأمر يسبّب إرهاقاً لها وتعباً لبشرتها، بالإضافة لفقد أهم مميّزات أنوثتها وهي أن تكون على طبيعتها دائماً.

لذلك قيمتك كفتاة لا تكمن في نوع العطر الّذي تضعينه أو ماركة الحقيبة الّتي تحملينها أو من أين تشترين أحذيتك.

قيمتك تكمن في داخلك أنت فأنت من يضفي رونقاً على حقيبتك، وأنت من يعطي روحاً للمكان الّذي تجلسين فيه بلمساتك الفنية.

روحك فقط هي من تعطي عطراً فوق عطرك الّذي تضعينه، أحبّي ذاتك وثقي بها أحبّي نفسك كما هي فهي أثمن من أي شيء مادي آخر.

وأخيراً فعلى الإنسان أن يعود دائماً إلى نفسه وطبيعته البشريّة إذا أرهقته هذه المظاهر وسط كلّ هذا الانفتاح والضّغوط الّتي نعيشها.

وعليه أن يعي أنّ ثقافته وعلمه وأخلاقه وبساطته وطبيعته هي الّتي ترفعه وليست الأشياء الماديّة هي من تعطيه القيمة.

****

إعداد: لمى حمادي.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: فريق حبر غرافيك.

****

أحدث المقالات في حبر مهارات:

كيف ستكون حياتنا خارج أسوار وسائل التّواصل الاجتماعي

استراتيجيّة البساطة .. سرّ الحياة النّاجحة

كيف تختار تخصّصك الجامعي.. ارسم هدفك بدقّة

ماذا بعد التّخرّج ؟؟!

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة