• زرع قلب - حبر أون لاين

هل تتغيّر مشاعر الإنسان إذا أجرى عمليّة زرع قلب ؟؟

زرع قلب .. هل القلب مسؤول عن العواطف؟

وهل تغيير القلب يعني تغيير الشّخصيّة؟

وهل يؤثّر زرع قلب ثانٍ على عواطفنا؟

كلّ هذه الأسئلة المحيّرة سنجيب عنها في هذا المقال..

أنت تعرف أنّ القلب يحبّ ويشعر، ولكن هل تعلم أن القلب يفكّر أيضاً، يتذكر، ويتواصل مع قلوب أخرى، ويحتوي على معلومات مخزّنة تنبض باستمرار من خلال جسمك؟

هذا ما شرحه الدّكتور (بول بيرسال) حول النّظريّة والعلم في علم أمراض القلب، وهو الحقل النّاشئ الّذي يكشف عن واحدة من أهمّ الاكتشافات الطّبيّة والاجتماعيّة والرّوحيّة في عصرنا:

القلب أكثر من مجرّد مضخّة. إنّه ينفّذ السّيمفونيّة الخلويّة الّتي هي جوهر كياننا.

 عمليّة زرع قلب والذّاكرة الخلويّة

قد يفعل المانحون للقلب أكثر من مجرّد إنقاذ الأرواح. فقد يعطون “حياة جديدة” لمستقبلي عضو القلب الجديد.

وفقاً لدراسات فإنّ القلب يقوم بتخزين الذّكريات بواسطة الخلايا العصبيّة، حيث تسمح للنّظام الحسّي بالتّعرّف على الرّوائح، وفقاً لنظريّة الذّاكرة الخلويّة.

وفي حين لا تزال ظاهرة الذّاكرة الخلويّة غير مصدّقة علميّاً 100%، فإنّها لا تزال مدعومة من قبل العديد من العلماء والأطبّاء.

وترجع السّلوكيّات والعواطف الّتي اكتسبها المتلقّي من المتبرّع الأصلي إلى الذّكريات الاندماجيّة المخزّنة في الخلايا العصبيّة للأعضاء الممنوحة.

في دراسة نُشرت في مجلّة (أبحاث جودة الحياة) أجرى الباحثون مقابلات مع 47 مريضاً تلقّوا عمليّة زرع قلب على مدى سنتين في فيينا والنّمسا.

فوجد الباحثون أن 79٪ من المرضى لم يشعروا بأنّ شخصيّتهم قد تغيّرت بعد الجراحة، و15٪ شهدوا تغييراً في الشّخصيّة بسبب الحدث الّذي يهدّد حياتهم، و6٪ أكّدوا تغيّراً جذريّاً في شخصيّتهم بسبب قلبهم الجديد.

في حين أنّ النّسبة المئويّة للتّغييرات الشّخصيّة نتيجة لزرع عضو يلمّح إلى أن تكون غير ذات أهميّة، فقد تمّ إجراء مزيد من البحوث للتّحقّق من صحّة وجود هذا المفهوم.

حالات تدعم نظريّة الذّاكرة الخلويّة

وإلى جانب الدّراسات العلميّة، فقد كانت هناك عدّة محاولات تدعم نظريّة الذّكارة الخلويّة، إذ ذكرت “سيلفيا” وهي أحد المستفيدين من عمليّة زرع القلب، بأنّها حصلت على عضو القلب من شاب يبلغ (18) عاماً توفّي في حادث درّاجة ناريّة.

وبعد العمليّة لاحظت أنّها بدأت تحبّ أشياء لم تكن تحبّها من قبل، إذ صارت تميل إلى شرب الكحول وتناول وجبات الدّجاج.

وعندما بحثت سيلفيا توصّلت عن طريق أهل الشّابّ المتبرّع أنّ هذه الأمور كان يحبّها ابنهم، وعندها صار الأطبّاء يستخدمون هذه الحالة بالإضافة إلى حالات أخرى ليثبتوا من خلالها نظريّة الذّاكرة القلبيّة.

ولكن ما تفسير هذه الظّواهر؟

هناك فرضيّة في البيولوجيا تتحدّث عن وجود ببتيدات عصبيّة neuropiptides وعن طريق هذه الببتيدات يتواصل الدّماغ مع أعضاء الجسم.

وتمّ التّأكّد من وجود هذه الببتيدات في كلّ خلايا الجسم، ولكن إلى الآن لم يتمّ وجود دليل علمي على أنها قادرة على تخزين الذّكريات.

وإلى الآن لا توجد أدلّة علميّة كافية تثبت نظريّة الذّاكرة الخلويّة في القلب.. على أمل أن يثبت العلماء في التّجارب هذه النّظريّة.

****

إعداد: نسرين قصّاب.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

المصادر:

المصدر 1     المصدر 2     المصدر 3     المصدر 4

****

واقرأ أيضاً في حبر علوم:

الكيميرا البشريّة/ الحيوانيّة ..هل يمكنها صنع أعضاء بشريّة!؟

الكيميرا في جسم الإنسان.. عند من توجد.. كيف توجد.. وما دورها؟

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة