• الحب - حبر أون لاين

عن الحب .. كتابة إبداعيّة عنه

الحب

قبل أن أدع أفكاري تنسج خاطرةً عنه استوقفت نفسي، وطهّرت قلبي -فطهر الأبدان غير كافٍ في هذا الحديث-.

عقّمت المحبرة ولمّعت القلم، وكتبت هذه الكلمات في دفتر حديث الولادة، وبأوّل صفحة فيه كي يبقى دفتراً مقدَّسًا بشرع الهوى.

الحب ..

دعنا نقول عنه رحلة، رحلة من الّلاشيء إلى الشّيء، من الظّلمة إلى النّور، وهل هناك أجمل من نور الفؤاد؟

دعنا نقول عنه سراجاً بل وهو الفتيل والشّعلة

ودعنا نقول عنك سفينة فهو المنارة

أو دعنا نقول عنك تائهاً فهو البوصلة

تسميات مهما وَسَمَته خابت، فقدرته تفوق قدرتها، لذا دعنا نقول عنه حُبّاً وفقط.

الحُب

كلمة بُنيت خيام المَودّة، وشدت عصافير الجليل بسببها، وتفتّحت شقائق النّعمان في عتبات منازلها، ومالت سنبلة القمح نحو ممشاها.

شيء روحيٌّ وجدانيٌّ يعدّل ويقوّم ويحسّن من شخصيتك ومزاجك دون أن تشعر، تخالطك.. تجالسك.. تصاحبك حالات نفسيّة تزيد من ضخّ الدّم في الجسد.

وتنتظم دقّات القلب، فتستمع لصوت العصافير حتّى في ساعات الّليل المتأخّرة، وترى الفراشات رغم انعدامها بل وتحبّ الورود ولو كنت في فصل الخريف.

تصبح عبداً لكلام العشق، تبحث عن شاعر متصوّف فيه، تنضج كلماتك على يد ابن الفارض، ثم تهرب إلى القبّاني تقرأه وتستمع لكلامه.

تقرأ روايات للشّرقاوي، تستمع للسِّت وأسمهان والسّاهر، وفي بعض الأحيان تغدوا شاعرًا، تفُعّل حواسك الخمسة، وتطلق العنان لتلافيف دماغك، بل وتطلقها بأقصى طاقاتها.

تستنزف كل ما فيك، وتستهلك خلايا جسدك خليّة خليّة، كلّ ذلك لمصلحة الحب، لمصلحة حرفين فقط.

الحُب فطرة

فالرّسول الكريم “صلّى الله عليه وسلّم” قال:

“ربّي لا تلمني بما لا أملك”

وهو يقصد قلبه والمودّة، فمهما أبعدته ستجده، ومهما بحثت عنه لن تجده، فهو خارج عن الإرادة، بل هو كالنّبات تُغرس بذاره في القلب دون قصد، ولست من يغرسها، فإن غُرست أقبل على نباتك وطبّق الحُب عليها بشخصيتك وصفاتك وصدقك، فالحب معاملة ونمط حياة، إن أعطيتها خيرًا سيعود عليك خيرك.

وإن حصرناه ضمن رجل وامرأة، نكون قد أعدمناه بكلّ ما أوتينا من ظلم، فالحبّ أعمق من هذا، وأعمق من كلامي، ومن أنا لألخّصه في كلمات؟!

فأصل الوجود هو تطبيق الحبّ بين النّاس للتّعايش.

قرأت مرّة:

“إن لم تكن تستطيع محبّة ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻩ، فكيف ستدّعي محبّة ﺍﻟﻠﻪ الّذي ﻻ ﺗﺮﺍﻩ “

ﺍﻟﻠﻪ محبّة.

****

بقلم: عماد مصطفى المصري.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

واقرأ أيضاً في حبر أفكار:

فلتأتي إليَّ دائماً

أذكرك وحدي

حبّات رمل

بداية

عجوز في العشرينيّات من العمر

روح

جذوري ثابتة .. لأنتمي لي وحدي

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة