• طبيب أسنان - حبر أون لاين

طبيب أسنان

كم جميل أن تأكل قطعة شوكولا قبل أن تنام دون أن تنظّف أسنانك، وتبقى بقاياها عالقة يستلذّ بها فمك طوال الّليل!
ما أجمل ذلك الشّعور!! 😍

استغرقت في شعوري هذا وأنا ألتهم القطعة وراء الأخرى حتّى غفوت وبقايا الشوكلاته في فمي وعلى يدي وشعري، يمكن أن تكون وسادتي قد تذوّقتها أيضاً، فصحوت مذعورة أتحسّسها خائفة من أن تحبّها وتطالبني بقطعة منها كلّ يوم، وعدت إلى غفوتي مطمئنّة بعدما تأكّدت أنّها لم تتذوّقها بعد.
بدأت البكتريا تتحلّل وتتمدّد في أسناني.. هيا بنا نحفر لها مينا الأسنان 😈
كانت تقفز من سنٍّ إلى سنٍّ تحفر في واحد وتترك غيره، تغزوه بجميع أنواع التّسوس
حتّى استيقظت على ألم فظيع باحثة عن حبّة قرنفل تهدّئ وجع أسناني..

(كان ذلك الإسعاف الأوّلي الوحيد الّذي أعرفه في حياتي تجنّباً لزيارة طبيب أسنان ).

لم تنفع معي حبّة القرنفل تلك ولا عود القرفة ولا جميع أنواع الأعشاب، فالتّسوس كان قد حفر في أسناني طوال الّليل دون رحمة..
اضطررت مجبرة للذّهاب إلى الطّبيب بعدما فقدت القدرة على تحمّل ذلك الألم الّلعين..
-السلام عليكم.. أريد منك أن تفحص السّنّ الّذي يؤلمني فقط، ودع مرآتك لا تريك غيره لأنّك إن لم تفعل هذا فسوف أذهب دون عودة.
-حسناً.. اذهبي قبل أن أراه.. “بعد أن رمقني بنظرة مرعبة”.
هززت رأسي مبعدة عنه هذا المشهد التّخيلي
-دكتور أرجوك إنّني أتألّم جدّاً.. 😭
-حسناً.. سوف نضطرّ إلى ضربكِ إبرة مخدّر وقلع ذلك السّنّ؛ لأنّ التّسوّس قد أكله كلّه عن بكرة أبيه.
(أعجبت بنفسي لاستخدام ذلك المصطلح 😌   “عن بكرة أبيه” آه كم أنا فصيحة!)
عدت إلى واقعي وأنا لا زلت انتظر دوري عند الطّبيب.. وشغلت نفسي قليلاً بتخيّله، ترى ما هو شكله؟.. (أكيد ماعندو أسنان) 😁    وينطبق عليه المثل القائل: “نجار و بابه مخلوع”
ها قد حان دوركِ تفضّلي 😊.. قالت الممرّضة
شعرت بانقباض في قلبي وبرغبة شديدة في الدّخول إلى الحمام..
ترى هل أدخل وأبقيه بانتظاري إلى أن يملّ و يستقبل غيري ويذهب موعدي إلى أجل مسمّى؟؟

لكنّه يؤلمني يا ربّي 😭

استجمعت قواي ودخلت بخطى ثابتة..
كم كرسيه مريح!! 😌
كنت أحاول أن أخدع نفسي كي أشتّت الخوف الّذي كان يأكلني كما التّسوّس

آه.. كم هو جميل!! 😍

تذكّرت منشورات الفيس عندما يضعون صورة شاب جميل على أنّه طبيب أسنان ويكتبون فوق الصّورة:
“هذا الطبيب يريد سوسو أين أنتِ يا سوسو”
أنا هنا مستلقية على ذلك الكرسي الّلعين وأنظر في عيني الطّبيب بغضب قبل أن يبدأ 😭
بدأ يتفحّص المعدّات.. يريد أن يأخذ واحدة منها لا على التعيين كي يبدأ عمليّة الحفر في أسناني..
كم هو مزعج صوت تلك الحفّارة.. أشعر وكأنّها ستفلت من يده وتحفر أنفي وعيني وتشوّهني.. سوف يخبرني بعد قليل بأنّه يجب عليه تخدير سنّي حتّى لا يؤلمني، وسوف أشعر بعد التّخدير بورم في خدّي وكأنّ قنديل البحر في فمي
يا ربي ألهمني الصّبر 😢
انتهينا.. 😊
فتحت عيني وأنا أحاول استيعاب ما قاله الطّبيب
– كيف ذلك؟؟؟؟
– نعم انتهينا وأسنانك سليمة لا تسوّس فيها
– لكن.. لقد كنت.. ما ذلك الألم إذاً؟
– قال مبتسماً: كفّي عن تخيّل أشياء لم تحصل فذاك يؤثّر على نفسيتك وربّما تؤلمك أسنانك حقّاً
آه.. يا إلهي
(عجب شلون حس علي؟؟؟).. كم هو حساس 😅
عدت إلى المنزل دخلت غرفتي وأخرجت من تحت وسادتي بقيّة الشوكولاتة الّتي لم أكملها البارحة لكن هذه المرة أطعمت الوسادة معي.. 😌

بقلم: سارة تتان.

تصميم غرافيك: ميس شنن.

 

واقرأ أيضاً في حبر خيال:

حامل

فراغ عاطفي

 

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة