• تفاصيل - حبر أون لاين

تفاصيل غارقة

تفاصيل غارقة .. تلك التّفاصيل الصّغيرة الدّائمة الّتي تشبه الثّواني وتكسرُ جدارَ المحبّة، ليجثوا الجميع على جسرٍ منحنٍ، وكلّ ما أرادوا الصّعود والتّسلّق والتّملّق أعادهم إلى الوراء بين فكرة هاربة وخيالٍ جامح.

تلك الأعداد الّتي تفصلنا عن العدّ يوميّاً وتكرارها لكي لا نخطأ هي الّتي تجبرنا على الخطأ الدّائم والدّوران القائم.

** تفاصيل غارقة **

هل نعلم حقيقةً أنّ كلّ شيء متوازٍ في الحياة؟ أم أنّ هناك اختلال يَوْمِي في ذاكرة البشر؟

أم أنّ تمزّق خلايا العصب شرّدت كلّ عابر سبيل في الحياة، وأوقعت إيمانهم في الشّرك، شرك هزيمة الذّات أمام ضعاف النّفوس والتّجرّد من القيم، وتَقيّد الأرواح بعد تحرّرها من خزي الأفكار.

في آخر الأمر.. لا داعي لهذا كلّه..

فنحن فوق تصوّر الاختلاف والائتلاف، نحن فوق ما لا نتوقّعه من أنفسنا والآخرين، وفي واقع الأمر نحن نَشحُن أنفسنا وعقولنا لنثبت بأنّنا لا شيء وفي الوقت نفسه لنثبت أنّنا كلّ شيء. تناقض أرهق أرواحنا.. وكبْتٌ أُسْدل على ستار الجسد المرهق الّذي لا يتحمّل ألم عذابٍ نخسرُ فيه أغلى شيء يملأ الإنسان نعيماً وسعداة على هذه الأرض.

فأصبحنا بؤساء يُسرق النّعاس من جفوننا، وتخيفنا خلوة الّليل، وجنود عتمته تضلّل البوح الصّامت داخلنا.

** تفاصيل غارقة **

وأصبحنا لأحلامنا أهدافاً، نرتمي ونُرْمَى ونُذبح كما لو كنّا في واقع هزيلٍ هَزيمٍ، نرتشف الألم والسّعادة بطرق مختلفة ولكلّ منّا أسلوبه في التّعايش.

هذا هو التّحايل على معيشة الحياة، وهذا هو الثّمن، وهذه هي الّلغات الّتي يتحدّث بها كلّ منّا، لغة الاستهزاء .. لغة الأنانيّة .. لغة الفكرة المقيّدة داخل عقولنا دون تحرّر.

هذا ثمن الإجهاض الرّوحي والنّفسي، والخوف من الآخرين وما سيقولونه عنّا دائماً.

بكلّ بساطة نحن التّنمية البشريّة والخلقيّة والفكريّة المعاصرة، ولكنّنا مقيّدون بفُتات العادات والتّقاليد البالية والأفكار الرّثّة، وكلّ ما ملأنا بتفاصيل غارقة وتغرقنا معها.

****

بقلم: فضيلة زميط.

تصميم غرافيك: فريق حبر غرافيك.

****

واقرأ أيضاً في حبر أفكار:

لا تفعلي إذاً

صديقي

تجاوزتك

عائدة من رحم الّليل

مثلكِ لا ينتحب

ماردي الأليف

كلّ الأبيض أنت

وحدي أنا لا تراني

مساء الخير

أنا وأنت وهم

مذكراتي خريف عمري 2

مذكراتي خريف عمري 1

غيمتي أنا

الانتحار الّلذيذ – المشهد الأوّل

الانتحار الّلذيذ – المشهد الثّاني

الانتحار الّلذيذ – المشهد الثّالث

فراشة بين سرب من النّوارس

سأخبر الله

فلتأتي إليَّ دائماً

أذكرك وحدي

حبّات رمل

أنتمي إليك

حب عادي

بداية

عجوز في العشرينيّات من العمر

روح

جذوري ثابتة .. لأنتمي لي وحدي

اغتصاب الطّفولة

عن الحب .. كتابة إبداعيّة عنه

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة