• الاختلاف - حبر أون لاين

الاختلاف سرّ الجمال والتّوازن

الاختلاف هو سرّ الجمال والتّوازن .. عبارة قالها لي أستاذي يوماً ليعلّمني أسمى معاني الإنسانيّة.

نمط الفكر الواحد في مجتمعاتنا وأسبابه:

الكثير منّا لا يعلم معنى أن نحترم الاختلاف بيننا أو حتّى أنّنا بهذا الاختلاف نرتقي؛

لاعتقادنا أنّنا يجب أن نسير وفق نمط الفكر الواحد في كلّ شيء في الّلباس والفكر والاعتقاد والرأي والذّوق والمظهر وحتّى الجوهر.

وإن وجدوك مختلفاً سيطالبونك بالرّجوع إلى فكر القطيع، إذ عليك أن تسير كما يسير كلّ مجتمعك.

وأن تأكل كما يأكل الجميع، وتلبس كما يلبسون، وتفكّر كما يفكّرون، غافلين عن أنّ التّنوع هو الّذي يعيد لنا إنسانيّتنا.

لربّما تكون العولمة هي من أثّرت فينا حتّى نتّبع نمطاً واحداً في الفكر والّلباس والذّوق والطّعام.

ولربّما الانغلاق أيضاً وعدم الانفتاح واحترام الآخر هو من جعلنا نمشي وراء القطيع وأن نرفض فكرة الاختلاف كلّيّاً.

يقول غاندي: ” الاختلاف في الرّأي ينبغي ألّا يؤّدي إلى العداء وإلّا لكنت أنا وزوجتي من ألّد الأعداء “

جمال الاختلاف وحاجتنا له وأمثلة على ذلك:

من يخالفنا ليس بالضّرورة أن يكون عدوّاً لنا ففي هذا التّنوع يكمن سرّ الجمال، بدءاً من تلك الّلوحة الّتي تتنوّع درجات الّلون والخطّ فيها حتّى تكتمل وتصبح بهذا الجمال الّلامتناهي.

وحتّى المقطوعة الموسيقيّة الّتي تختلف درجات السّلم الموسيقي فيها حتّى نشعر بها ونطير بأحاسيسنا عالياً عند سماعها.

فتخيّل لو أنّ الّلوحة كلّها كانت لوناً واحداً أو الخطوط فيها ليست متنوّعة أو حتّى كانت تعبّر عن فكر واحد في كلّ مرّة كيف ستراها؟

وتخيّل لو أنّ المقطوعة الموسيقيّة عبارة عن نوع واحد من الدّرجة الموسيقيّة كيف ستكون مقطوعة موسيقيّة أو كيف سنستمتع بسماعها؟

حتّى المرأة والرّجل يختلفون في طريقة تفكيرهم وفهمهم للأمور، وطريقة تعاطيهم مع الحياة.

وهذا الاختلاف جميل إذا فهِم كلّ طرف كيف يتعامل مع الطّرف الآخر؛ لأنّ الطّرفان يكمّلان بعضهما بهذا الاختلاف.

الاختلاف جميل في كلّ شيء حتّى أنّ فصول السّنة مختلفة لكيلا يشعر الإنسان بالملل، ولأنّه يحتاج الى هذا الاختلاف.

لذلك أيضاً هناك ليل ونهار، وهناك طفولة وشباب وشيخوخة، وشتاء وصيف، وحبّ وكره ومشاعر مختلفة نشعر بها في كلّ مرّة.

لذلك هناك طعام مختلف لكي نتذوّق شيئاً جديداً في كلّ مرّة، ولأنّ جسمنا يحتاج لهذا أيضاً وحتّى المجتمع هكذا.

فباختلاف الثّقافات والأديان والطّوائف والأعراق والأفكار وعادات الّلباس فيه، وباحترام هذا الاختلاف وضرورته يتألّق هذا المجتمع ويصبح أكثر تحضّراً وانفتاحاً وجمالاً.

وهذا يساعد في إثراء شخصيّة النّاس فيه وحتّى الحوار بين الأشخاص ليس بالضّرورة أن يؤدّي في نهايته إلى التّشابه في الآراء والأفكار، وإلى اقتناع كلّ شخص بوجهة نظر الطّرف الآخر.

ويجب ألّا ننسى أّن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام قال: “اختلاف أمّتي رحمة”.

والاختلاف يختلف كلّيّاً عن الخلاف، فدعونا نختلف ونحترم هذا الاختلاف فهو سرّ إنسانيّتنا وتقدّم مجتمعاتنا.

****

إعداد: لمى حمادي.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

واقرأ أيضاً في حبر مهارات:

السّرّ الكامن في عدم النّسيان

أساليب التّعليم.. هل تصلح كلّ أساليب التّعليم لكلّ الطّلّاب بمختلف أعمارهم وشرائحهم؟

تمكين الشّباب قضيّة بين الحلم والواقع

مفهوم الزّواج وأساب تساقط مبادئ تكوينه .. الجزء الأوّل

كيف تكسب ثقة نفسك ؟ .. هل هذا ممكن؟

ما هو الفرق بين القائد والمدير ؟؟

لكلّ طالب .. هذه النّصائح ستجعلك تحبّ الدّراسة وتستمتع بها

السّرّ لتكون “معماري ناجح”: اعرف شيئاً عن كلّ شيء.. وكلّ شيء عن شيء”

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة