• اغتصاب الطّفولة - حبر أون لاين

اغتصاب الطّفولة

اغتصاب الطّفولة

إنّه اليوم الأوّل من شهر حزيران أي ما يُوافق ” عيد الطّفولة ” كما أقرّ العالم

لكن هل بقيت الطّفولة على قيد الحياة كي نحتفل بها ونُقيم لها عيداً؟!

أطفال مشرّدون في كلّ مكان، وآخرون يتذوّقون طعم اليُتم يوميّاً، وبعضهم تركوا مدارسهم وأحلامهم الّتي رسموها يوماً على سماء الأمل من أجل البحث عن لقمة يسدّون بها أفواهاً جائعة، وأطفال يُعايِشون الحرب كأنّها جزء من حياتهم

تمّ الإقرار بهذا اليوم من طرف الجمعيّة العامّة للأمم المُتّحدة، من أجل حماية براءتهم لكنّ وحشيّة هذا العالم دفنت حقوقهم وهي على قيد الحياة.

دفنت حقّهم في التّنعّم بحياة كريمة وسعيدة، وحقّهم في الرّعاية والاهتمام، واقعنا اليوم بدل من أن يحميهم من كافّة أشكال الاستغلال والتّنكيل جعلهم عبيداً مُكبّلين بأصفاد الظّلم والطّغيان.

وبدلاً من أن يقوم بحماية حياتهم أصبح يستعرضها في الحروب والاعتداءات بأنواعها القاسية، تلك البذور من المُفروض علينا أن نسقيها بالحُبّ والاهتمام لتكون ثماراً نافعة في المستقبل، وأن نُوفّر لهم حقلاً تعليميّاً يجعلهم قادة لأنفسهم وأوطانهم ولهم حقّ علينا..

فَمن أعطانا الضوء الأخضر كي نسلبهم ما خُلِقوا من أجله؟

إنّهم عصافير من الجنّة نزلوا إلى جحيم الأرض كي يُنيروا دروبنا ويغسلوا قلوبنا من الخُبث وينشروا السّلام والرّحمة لكنّ هذه العصافير قد قُصّت أجنحتها بالقسوة والعنف، وأصبحت جريحة وطريحة الفراش تئنّ في صمت عالٍ ولا مُجيب ولا سميع.

طفولة اليوم تزداد بؤساً فقط وقلوب الرّحمة ماتت منذ زمن بعيد، الضّمائر الحيّة أضاعت طريقها في شوارع الألم والمعاناة، وحتّى العيون التي أحياها الأمل يوماً وكانت تُناشد بحماية حقوق الطّفل قد أُصيبت بعمى الّلامبالاة.

وهكذا استمرّ بنا الحال حتّى فقد كلّ شيء مصداقيّته وتمّت تعرية الأمور وباتت واضحة وضوح الشّمس الّتي بدفئها ساعدت الجميع على الدّخول في سُبات عميق طويل لا نهاية له وتحت هذه الحالة المُخيّبة تمّ اغتصاب الطّفولة الّتي أوهمونا بأنّ لها عيداً !

****

بقلم: لميش يسرى.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

واقرأ أيضاً في حبر أفكار:

فلتأتي إليَّ دائماً

أذكرك وحدي

حبّات رمل

أنتمي إليك

بداية

عجوز في العشرينيّات من العمر

روح

جذوري ثابتة .. لأنتمي لي وحدي

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

 

التعليقات غير مفعلة