• اتّجاهات - حبر أون لاين

أهم اتّجاهات سلسلة الإمداد والّتي من شأنها أن تؤثّر على إدارتها في عام 2018 – الجزء الثّاني

تعرّفنا في القسم الأول (مقالة سابقة) عن ثمانٍ من أهمّ اتّجاهات سلسلة الإمداد والّتي من شأنها أن تؤثّر على إدارتها في عام 2018 وسنستمرّ في القسم الثّاني بالتّعرّف على باقي الاتّجاهات.

9- ستركّز الشّركات على دمج الذّيل الطّويل لسلاسل الإمداد the Log Tail of Supply Chains لتجسيد كلّ اتّجاهات السّلسلة في عام 2018.

سيشهد الذّيل الطّويل لسلسلة الإمداد تغيّراً كبيراً خلال العام 2018 فتبعاً لـ Talking Logistics With Adrian Gonzalez

فإنّه بسبب التّعقيد في دمج ما يسمّى الذّيل الطّويل للمورّدين وشركات النّقل والعملاء وشركاء التّجارة الآخرين سمحت الشّركات باتّباع قاعدة 80\20 للإبقاء على انخفاض التّكاليف.

غير أنّ النّظم والمعايير الجديدة ستقلّل بشكل فعّال هذه التّكاليف، فعوضاً عن التّركيز على جزءٍ صغيرٍ من المنتجات الأكثر مبيعاً.

فمن خلال سلاسل الإمداد يمكن التّركيز على نسبة 80% من المنتجات الّتي يتعمّد منافسوها تجاهلها، إضافة إلى دفع الشّركات للبدء بمنهجيّة التّركيز على تقديم خدمات فعّالة وذات كفاءة لعوائد المنتج وتصفيته.

لذلك من الضّروري تحسين إدارة العوائد والخدمات الّلوجستية العكسيّة لمواكبة الطّلب المتزايد على التّجارة الإلكترونيّة.

10 – ستستخدم سلاسل الإمداد المزيد من مقدّمي الخدمات الّلوجستية المستقلّين 3PLs

فكما أوضحت Amy Wunderlin في موقع Spply & Deman Chain Excutive أنّ الطّاقة الاستيعابيّة ستكون القوّة الدّافعة الرّئيسيّة وراء الابتكار والتّغيير في سلسلة الإمداد في العام المقبل.

فالطّاقات الاستيعابيّة ضيّقة بالفعل، ومن المتوقّع أن يتفاقم النّقص في العامل المحرّك لها.

فبدلاً من دفع رسومٍ مرتفعة جدّاً والشّعور بالعجز، تستطيع كيانات سلسلة الإمداد مضاعفة الجهود من خلال المفاوضات؛ وذلك بالشّراكة مع مقدّمي خدمات لوجستيّة مستقلّين.

(3PLa) بالإضافة إلى أنّ زيادة الاستفادة من هؤلاء، والّذين عادةً ما يقدّمون منافع وأجور وأسعار شحن أفضل من شركات النّقل الوطنيّة، ستساعد بفعاليّة على التّقليل من الارتفاع في أسعار الشّحن.

11- سيعمد مدراء المستودعات إلى العمل بشكل أكبر على استقطاب المواهب الجديدة

سرعان ما أصبحت الثّغرة في المهارات مشكلة رئيسيّة عبر سلسلة الإمداد، ففي حين أنّ معظم الجدالات تدور حول النّقص في العامل المحرّك لها، كان من المهمّ ملاحظة أنّ هذا النّقص هو جزءٌ من ثغرة المهارات.

إنّ الجيل القادم ببساطة لا يعير اهتماماً للمناصب ضمن السّلسلة، لذا سيحتاج مدراؤها لاتّخاذ خطوات تجذب المواهب الجديدة والنّاشئة لمنظّماتهم.

ومنذ أن كانت الموهبة هي المفتاح لإدارة فعّالة للمشتريات كما يقول Marc Wins في موقع Procurement Academy سيحتاج المصنّعون إلى تعيين المواهب الضّليعة بالتّقنيات الرّقميّة والنّظم لضمان تدفّق مستمرّ للمنتجات الواردة.

هنا يكمن حلّ الثّغرة في المهارات، حيث ستبحث الشّركات عن المواهب الشّابّة والمندفعة خلال العام 2018.

وستقدّم فوائد فريدة كالتّدريب المدفوع وتسديد الرّسوم الدّراسيّة وبرامج التّوجيه لتشجيع مزيد من النّاس إلى السّعي للحصول على وظائف داخل سلسلة الإمداد.

إنّ برامج الحوافز والمراجعات المستمرّة من الإدارة من المرتبة الأعلى تستطيع أيضاً أن تساعد في التّشجيع على جذب المواهب الجديدة.

12 – ستستجيب شبكات سلسلة الإمداد إلى الزّيادات المحتملة في الرّسوم الجمركيّة

لم تبدي إدارة ترامب أيّة شكوك حول عدم اهتمامها بالاتفاقيّات التّجارية القائمة، داعمة سياسةً تعيد للتّصنيع ولسلسلة الإمداد مكانتها في الولايات المتّحدة.

ومع ذلك فإنّ إمكانيّة الانسحاب الكامل من اتفاقيّات التّجارة الحرّة القائمة تشكّل مصدراً قلقاً كبيراً لقادة سلسلة الإمداد.

بما أنّ الاتّفاقات الّتي تغطّي التّجارة العالميّة ستنمو وتتكيّف في العام المقبل، ستحتاج شبكات السّلسلة لأن تستجيب للضّوابط الّتي من الممكن أن تنشأ على أثرها.

فمن بين جميع اتّجاهات سلسلة الإمداد لعام 2018 تشكّل الزّيادة في الرّسوم الجمركيّة أو التّراجع عن اتفاقيّات تجاريّة قائمة أمراً غير معروف تماماً ومن الصّعب التّخطيط له.

قد تزداد الرّسوم الجمركيّة فتصبح الغرامات والعقوبات على المشاريع التّجارية الّتي تختار فعلاً أن تمركز عمليّاتها في الخارج حقيقة.

ردّاً على ذلك ستركّز سلاسل الإمداد بشكل متزايد على إعادة نقل عمليّاتها إلى الولايات المتّحدة خلال الفترة المتبقّية من العام والمعروفة أيضاً بإعادة الانتشار Reshoring.

فضلاً عن إعادة صقل العمليّات في الخارج والتّفاوض في اتفاقيّات المستوى الخدمي الجديدة (SLAs) مع الشّركات الشّريكة ذات العلاقة.

ذلك حسبما أوضح Steve Banker في مجلة Forbes. ومن المرجّح أن تتمّ إعادة هيكلة العمليّات التّجاريّة الأساسيّة على ضوء إقرار التّخفيضات الضّريبيّة وفرص العمل.

13- ستتّجه سلاسل الإمداد لأن تصبح رقميّة

ستكون سنة 2018 السّنة الّتي ستتخلّى فيها سلاسل الإمداد عن استراتيجيّات إدارتها ومبادئها القديمة لصالح العمليّات والتّقنيات الرقمية.

فتبعاً لـ Wunderlin ستطوّر كيانات سلسلة الإمداد فرقاً متخصّصة تركّز على التّحديث والطّرق الأفضل لنشر التّقنيات الرّقميّة.

إضافة إلى ذلك ستواصل مزيد من الشّركات استثمارها في التّحديث، حيث ذكرت دراسة أجريت مؤخّراً أنّ 95% من المستجيبين لسلاسل الإمداد استشهدوا بكفاءة التّقنية كعامل مميّز مع مراعاة عمليّات السّلسلة المستعينة بمصادر خارجية ومن ضمنها الاستفادة من مقدّمي الخدمات الّلوجستية المستقلّين (3PLs).

اليوم

لا يكفي لمدراء سلسلة الإمداد الاستثمار في التّقنيات المتاحة اليوم، إذ عليهم اتّخاذ خطوة استباقيّة في مراقبة التّقنيات الّتي تلوح في الأفق كالطّائرات بلا طيار والشّاحنات ذاتيّة القيادة أو سيمتصّ منافسوهم الزّبائن سريعاً.

ستتطوّر مكانة سلسلة الإمداد العالميّة بشكل كبير خلال الفترة المتبقّية من عام 2018.

إذ يعيد مدراء السّلسلة تركيزهم على جهودهم في زيادة الالتزام بمقاييس الطّلب المثالي وكذلك زيادة فعاليّة قدرات وسعات السّوق لأقصى إمكاناتها.

قد لا تماثل إدارة سلسلة الإمداد العمليّات القياسيّة الحاليّة أو حتّى لحلول فترة عيد الميلاد، ولكن مدراء السّلسلة الّذين يعلمون أكثر عن اتّجاهات سلسلة الإمداد المتوقّعة سينجحون في اجتياز المسارات الغادرة للصّناعة المتوتّرة.

سيسري التّغيير في جميع سلاسل الإمداد عام 2018 بغض النّظر عن المنتجات أو الخدمات المعروضة.

وفي الوقت نفسه فإنّ الدّفع باتّجاه التّجارة الإلكترونيّة آخذ بالنّمو، إذ يتوقّع أن يشهد نموّاً يبلغ قيمته لأكثر من 100 مليار دولار خلال السّبعة أعوام المقبلة.

فينبغي بذلك على مدراء السّلسلة ومدرائها التّنفيذيّين أن يضعوا في اعتبارهم هذه الاتّجاهات لها مع تقدّم العام إذا ما كانوا يأملون في الحفاظ على مكانهم المنافس.

ستستمرّ سلاسل الإمداد في النّمو بشكل أكثر تعقيداً وترابطاً مع تقدم العام 2018، حيث انتهت أيّام العمل في الشركة بشكل فرديّ. وتوجّب على مدراء سلسلة الإمداد أن يبحثوا عن وسائل للتّشارك مع شركات أخرى لتفادي الإفلاس.

وبطبيعة الحال فإنهم يملكون ترسانة من الحلول التّقنية تحت تصرّفهم، وسوف ننظر في مقال لاحق في أهمّ اتّجاهات سلسلة الإمداد التّقنية، والّتي ستسمح لمدرائها بالجمع بين هذه الاتّجاهات الأكثر اتّساعاً لتحقيق الازدهار في عام 2018.

****

رابط المقال الأصلي بالّلغة الإنكليزيّة: هنا

****

ترجمة: آلاء أبودي.

مراجعة علميّة: بشّار قباوة.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: ديمة عدل.

****

واقرأ أيضاً في حبر أعمال:

 أهم مجلّات إدارة سلسلة الإمداد لعام 2018

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة