وحدي أنا لا تراني
وحدي أنا لا تراني رأيتُها .. مضيئة كنفسها
لا يسع المرء إلّا أن يلحَظها
ممّا يثيرُ حنقي وغيرتي
وغيرتي وحنقي
بخطواتٍ صغيرة قافزة
كانت تلمس كلّ ما وضعه الكون في طريقها
كمن يترك أثره ..
حائط مدرسةٍ قديم ..
غصنُ شجرة يابس
ياسمينة ضئيلة الحجم ملقاةٌ على الرّصيف
تنزفُ أبيضاً ..
فتبعدُ قدمها عنها؛
كفاها موتاً ..
تحدّق في كلّ شيء دون استثناء
وبتعويذة شرّيرة
وحدي أنا لا تراني ..
وأظنّ أنّها يوماً لن تفعل
تبتسمُ لكلّ طفل
وتقترب من كلّ قطّة شاردة ..
وتقف لمدّة عشر ثوانٍ أمام كلّ .. كلّ واجهة محل
تشتري قهوتها المعتادة
يغازلها البائع .. تبتسم ببرود وتمضي ..
أرغب بتهشيم عظام البائع
لكنّها تبتعد .. فأتركه وأمضي
بيننا مسافة عناق واحد ..
لو كان بإمكاني ..
الدّنيا مِلكٌ لمن لا ينتمي لها
أؤمنُ بهذا ..
لستِ لي
لنمضي إذاً مسافة عناقٍ واحد
****
بقلم: تقوى مليّس.
تصميم غرافيك: ديمة عدل.
****
واقرأ أيضاً في حبر أفكار:
****
واقرأ أيضاً لتقوى مليّس:
بـعيوبك الصّغيرة .. بـأحلامك الثّقيلة .. بـصفاتك المنفردة .. بـنكاتك السّخيفة المضحكة ..وقصصك المكرّرة
بـجدّيّتك المفاجئة.. بـحزمك القاسي.. بـلينك الطّاغي المزيد
ببلدٍ قائم على الآثار.. قد ولّى آثاراً ..
وحدي أنطوي بإحدى الزّوايا الحّادة أذكُرك
لتنساني أنت .. هناكَ حيث الفضاء الرّحب .. ببلدٍ كلّ ما فيه مخالف للطّبيعة .. المزيد
كلانا يَعلم .. كلانا يُنكر
كلانا صَعب .. صعبٌ جدّاً
فالمعارك مُغرية .. كلانا يقتاتُ على جروحه ..
بقضبان من أثير .. كلانا يحافظ على روحه .. كلانا يطيلُ النّظر .. المزيد
وكلّما همستُ للقمر بليلةٍ صيفيّة كهذه .. ذاك السّؤال المفخّخ
(تُراه ماذا يفعل الآن؟ أتَراه؟)
يشعُّ القمر أكثر .. وأكاد أقسم بنوره أنّي قد لمحتُ وجهك في السّماءِ لثانية ..
يتواطأ القمرُ معي أَرأيت؟ المزيد
فلنكن عادييّن .. أريد لقصّتنا أن تكون عاديّة
فلنكن مكرّرين .. ما خطبُ التّكرار إن كان وَقْعُه يُعجبك ؟!
مجرّد فتاة عاديّة قابلت فتى عاديّاً وقعا بحبّ عادي .. لم يستهلكوا بعضهم البعض المزيد
****
تابع حبرنا عبر