• مشكلة الأفكار - حبر أون لاين

مشكلة الأفكار في عالمنا.. ودعوة لحلها..

(المسلم مكلّف بحمل فكرة واحدة: حب الخير وكره الشر)

” مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي” .. بهذه العبارة يلخص لنا مالك بن نبي المسيرة الفكرية للمسلم.

حين تقرأ لمالك بن نبي فأنت بحاجة لقراءة متأنّية، تفك فيها رموزه الفلسفية والفكرية لتحلق بعدها في عالم من الرقي والفهم العميق لجذر المشكلة والحل.

مالك بن نبي اسمٌ لمع في الساحة الفكرية، حيث نذر شبابه ومشيبه لدراسة قضايا الشعب المتخلف تحت عنوان “مشكلات الحضارة” فكانت تلك السلسلة التي بدأ بتأليفها في باريس ثم مصر فالجزائر لتبلغ 20 مؤلفاً مميزاً في الساحة الفكرية، وكان منها:

بين التيه والرشاد – المسلم في عالم الاقتصاد – مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي – مشكلة الثقافة – ميلاد مجتمع – المسألة اليهودية.

استحق على أثرها لقب “فيلسوف الحضارة” ليغدو من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين، قام مالك بن نبي بإعادة الفكر ووضعه في مكانه الصحيح بعد أن كانت الغيوم تسيطر على فكر المجتمع كما في عصرنا اليوم.

وسنبحر في هذا المقال مع بن نبي في عالم الأفكار حيث كتابه ” مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي

ينطلق الكتاب من غار حراء، حيث البداية، وحيث “اقرأ” وبداية الرسالة، فيحدثنا عن موقف الإنسان في عزلته عندما ينتابه شعور بالفراغ الكوني وطريقته في ملء هذا الفراغ، وطريقته في ملء وحدته بالأشياء وبالأفكار، ثم ينتقل للحديث عن الطفل وعالم الأفكار وتدرجه في العوالم الثلاثة :(الأشياء – الأشخاص – الأفكار)

وهنا يتعمق الكاتب بفكرة “المحورية” فالمجتمع يدور حول إحدى تلك المحاور: محور الأشياء أو الأشخاص أو الأفكار، وحين يعتمد أياً من محور الأشياء أو الأشخاص فسرعان ما سيمرض ويموت، أما حين يدور حول محور الأفكار فسيحيا حياة كريمة.

أما المراحل التي يمر بها المجتمع تاريخياً فنجدها عند بن نبي ثلاث مراحل:

  • ما قبل التحضر (الجاهلية كما سمّاها الكاتب)
  • التحضر والدورة الحضارية وعلاقتها بالأفكار.
  • ما بعد التحضر

موضحاً أطوار الحضارة (الروحالعقلالغريزة)

في أقل من مئتي صفحة يحلق بنا الكاتب في سماء الفكرة، فيتنقل بفكر القارئ باحترافية مطلقة ليجعله يحيط بكل جوانب عالم الأفكار بدءاً من:

العالم يواجه منذ انحطاطه مشكلة أفكار لا مشكلة وسائل:

فمن وجهة نظر مالك بن نبي المشكلة في عالمنا ليست مشكلة الوسيلة التي نتبعها للانخراط في العالم المتحضر والعالم الثقافي بل تكمن المشكلة بالـ”فكرة” وجذرها.

حينما افتقد العالم الإسلامي الإحاطة بمشاكله ولى وجهه شطر العالم الغربي مما جعل أفكاره مقتولة بفعل الانحطاط فاستقدم لحضارته أفكاراً من الحضارة الغربية، فلبس ثوباً فكرياً لا يناسبه، فلا هو أدرك نمط الحضارة الغربية في اندفاعها التطوري الفعال، ولا هو أحيا نماذجه الأصلية في انبثاقها الروحي.

هذا ما يخبرنا به في هذا الكتاب الذي يعتبر من الكتب التي تستمد عبقريتها وأصالتها من بقاء حجتها وأفكارها إلى أزمنة بعيدة، فقد تم تأليفه منذ عام 1970 ولاتزال حجته قوية حيث حافظ على نفس المستوى من العمق والمصداقية رغم اختلاف الزمن.

****

إعداد: منال مكتبي.

تصميم غرافيك: فريق حبر غرافيك.

****

واقرأ أيضاً في حبر أدب:

رضوى عاشور .. زوجة الأديب.. وأمّ الشاعر.. رحمكِ الله..

ماذا قال حبر الرّوايات في 2018؟.. أهم الرّوايات العربيّة الصّادرة عام 2018

الحبّ بين الواقع والخيال .. قراءة نقديّة

مفهوم الثّقافة الدّينيّة وحضوره في الأدب

ساق البامبو .. بلا جذور

ما السّرّ وراء رواج كتب التّنمية البشريّة ؟

ترانيم في كواليس الحرف .. قراءة لمجموعة خواطر ” تقوى مليّس “

مصطلحات الفلسفة الوجوديّة ومارتن هايديجر

جبران ومي.. الحب الصوفي السّامي

أحمد خيري العمري.. مزيج من الإبداع بلمسة راقية

****

تابع حبرنا عبر

twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة