• الكيميرا في جسم الإنسان.. عند من توجد.. كيف توجد.. وما دورها؟ - حبر أون لاين

الكيميرا في جسم الإنسان.. عند من توجد.. كيف توجد.. وما دورها؟

وجود الكيميرا في جسم الإنسان

هل من الممكن أن يكون في جسمك نوعان من الحمض النّووي؟

هل أنت شخص واحد أم اثنان؟؟

وما علاقة ذلك بالكيميرا؟ وما هي الكيميرا في جسم الإنسان؟

لنعرف أوّلاً أنّ الكيميرا كائن حيّ مفرد بالضّرورة تتألّف من خلايا عائدة إلى فردين أو أكثر،

أي أنّها تمتلك مجموعتين من الـDNA، بشيفرة لصنع كائنين عضويين منفصلين.

غالبًا لا يدرك أولئك الأفراد أنّهم كيمريون، فعلى سبيل المثال، انتشرت عام 2002 قصّة امرأة احتاجت لزرع كلية،

فخضعت وعائلتها لاختبارات جينيّة لمعرفة أيّ فرد منهم بإمكانه التّبرّع لها بكليته،

لكنّ هذه الاختبارات بيّنت أنّ هذه المرأة، جينيّاً، لا يمكن أن تكون أمّاً لأطفالها!!

وقد تمّ حلّ الّلغز عندما اكتشف الأطبّاء أنّ خلايا دم الأمّ كانت “كيميرا”؛ أي امتلكت مجموعتي DNA في خلايا دمها بالمقارنة مع النّسج الأخرى في جسمها.

إذاً الكيميرا في جسم الإنسان؟ ولكن كيف يمكن لذلك أن يحدث؟

سنذكر ذلك في عدّة أمثلة، ومنها أنّ إحدى طرق حدوث الكيميريّة بشكل طبيعي عند البشر هي عندما يمتصّ الجنين توأمه،

ويمكن أن يحدث ذلك عند التّوأمين الأخوين (أي الناجمين عن بيضيتين اثنتين) إذا مات أحد الجنينين في مرحلة مبكرة جدّاً من الحمل،

وتمّ امتصاص بعض من خلاياه من قبل التّوأم الآخر، فيحصل الأخير على مجموعتين من الخلايا؛ مجموعته الأصليّة، وأخرى إضافيّة من توأمه. الكيميرا في جسم الإنسان

كما يمكن أن يصبح الشّخص كيميراً إذا تعرّض لزرع نقي عظام- لعلاج ابيضاض الدّم مثلًا- ففي زرع كهذا، سيتمّ تدمير نقي العظام الخاص بالمريض واستبداله بنقي عظام شخص آخر،

ويتضمّن نقي العظام خلايا جذعيّة تتطوّر إلى خلايا دم حمراء،

ما يعني أنّ مريض الزّرع النّقوي سيحمل بقيّة حياته خلايا دم متطابقة جينيّاً مع الشّخص المُعطي، وغير مماثلة جينيّاً للخلايا الأخرى في جسمه الخاص.

لكن في حالات أخرى من الزّرع النّقوي، قد يصبح المريض ممتلكًا لمزيج لكلّ من خلايا دمه الخاصّة، وخلايا الشّخص المُعطي،

كما يُكسب نقل الدّم المريضَ خلايا جديدة من شخص آخر، ولكن ذلك يكون مؤقّتاً على عكس الزّرع النّقوي.

وبشكل أكثر شيوعاً، قد يُظهِر الأشخاص ما يسمّى بالكيمريّة الميكروية (michrochimerism)، عندما يكون جزء صغير من خلاياهم عائد لشخص آخر، ويمكن لذلك أن يحصل عندما تحمل المرأة،

ويهاجر عدد قليل من خلايا الجنين إلى دمها وينتقل إلى أعضاء مختلفة.

ما هي الدّراسات الّتي أثبتت وجود الكيميرا في جسم الإنسان ؟

وتشير دراسة أجريت عام 2015 أنّ ذلك يحصل عند جميع الحوامل تقريبًا، على الأقل مؤقّتاً،

فعاين الباحثون عيّنات نسيجيّة من كلى، وأكباد، وأطحلة، ورئات، وقلوب، وأدمغة 26 امرأة توفّين أثناء الحمل أو خلال شهر من الولادة، فوجدوا أنّ جميعهنّ امتلكن خلايا جنينيّة في تلك النّسج،

وقد عَرف العلماء أنّ تلك الخلايا عائدة للأجنّة وليس للأمهات، لأنّها احتوت على الصّبغي Y الموجود لدى الذّكور فقط، وجميع النّساء كنّ حوامل لأجنّة ذكريّة.

وفي بعض الحالات قد تبقى الخلايا الجنينيّة في جسم المرأة لسنوات،

إذ حلّل باحثون في دراسة عام 2012 أدمغة 59 امرأة بأعمار تتراوح بين 32 و101 عاماً بعد موتهنّ،

فوجدوا أنّ 63% منهنّ امتلكن آثاراً من حمص نووي ذكري من خلايا جنينيّة، وأكبرهنّ عمرًا كانت تبلغ الرّابعة والتّسعين،

ما يفترض أنّ هذه الخلايا قد تبقى أحيانًا في الجسم مدى الحياة.

إذاً من خلال هذه الدّراسات والأمثلة تبيّنا كيف يمكن للكيميرا أن توجد في جسم الإنسان؟

ويمكن مستقبلاً أن يكون لها دور فعّال في الطّب..

 

إعداد: نسرين قصّاب.

تدقيق لغوي: نور رجب.

تصميم غرافيك: ميس شنن.

 

واقرأ أيضاً في حبر علوم:

الكيميرا البشريّة/الحيوانيّة ..هل يمكنها صنع أعضاء بشريّة!؟

 

تابع حبرنا عبر

  twitter    instagram   facebook

التعليقات غير مفعلة